عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فاتورة كارثية.. كيف تؤثر حرب غزة على أسعار النفط العالمية؟

تحيا مصر

فى الحروب لا تدفع الدول المتحاربة فاتورة الحرب وإنما اقتصادات دول العالم تشارك أيضاً فى دفع هذه الفاتورة وإن كانت تختلف من دولة إلى أخرى، وحسب تأثير هذه الحرب على اقتصاد الدولة وفى حال غزة فالعالم أجمع سيدفع الفاتورة وستكون فادحة مع استمرار هذه الحرب  التى بدأت فى السابع من أكتوبر بعد شن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هجوم مباغت ضد إسرائيل كلفت الدولة العبرية خسائر باهظة قدرت بمليارات الدولارات مع استمرار الجيش الإسرائيلي عدوانه على سكان غزة والذي أدى ذلك إلى مقتل وإصابة الآلاف من الأشخاص فيما لا يزال آخرين مفقودين تحت الأنقاض.

تحيا مصر 

تداعيات حرب غزة على أسعار النفط العالمية 

ولم تكن هذه الحرب لها آثار انسانية فحسب وإنما اقتصادية أيضاً، وسبق أن حذرت مديرة صندوق النقد الدولي من تأثير هذه الحرب على اقتصاد المنطقة. 

ومن جديد أطلق البنك الدولى ناقوس الخطر وحذر من تداعيات هذه الحرب على أسعار النفط العالمية. 

وقال البنك الدولي إنه يتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط العالمية 90 دولارا للبرميل فى الربع الأخير من 2023، وأن يهبط متوسط الأسعار إلى 81 دولار خلال العام ككل مع تباطؤ الطلب. موضحاً التقرير الصادر عن البنك الدولي أن أسعار النفط حالياً لم ترتفع إلا بنسبة 6% فقط منذ بدء الحرب. 

3 سيناريوهات لآثار حرب غزة على أسعار النفط العالمية 

وأشار تقرير البنك الدولي إلى أن هناك 3 احتمالات للمخاطر استنادا إلى صراعات فى المنطقة منذ السبعينيات مع التدرج فى زيادة المخاطر وعواقبها، الاحتمال الأول وهو "الاضطراب اليسير" وهو من شأنه أن يدفع أسعار النفط إلى نطاق يتراوح بين 93 و 102 دولار للبرميل فى الربع الأول، وهو ما قد يؤدي إلى خفض إنتاج النفط مثل ما حدث خلال الحرب فى ليبيا فى 2011 نحو 500 ألف ومليوني برميل يومياً. 

الاحتمال الثاني هو "الاضطراب المتوسط" هو ما يعادل ما حدث فى حرب العراق عام 2003 وتنخفض إمدادات النفط العالمية بمقدار يتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين برميل يومياً وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع للأسعار إلى ما بين 109 و 121 دولار للبرميل. 

الاحتمال الثالث وهو "الاضطراب الكبير" يقارب تأثير الحظر النفطي العربي في 1973 الذي أدى إلى تراجع إمدادات النفط العالمية، بما تراوح بين 6 ملايين و8 ملايين برميل يوميا. وهو ما يؤدي في البداية إلى صعود الأسعار إلى ما بين 140 و157 دولارا للبرميل، أي قفزة تصل إلى 75%.

خسائر فادحة تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي 

وتأثيرات هذه الحرب على إسرائيل ، فلم تكن عملية طوفان الأقصى التى شنتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس فى 7 أكتوبر ضد إسرائيل مفاجأة عسكرية فحسب، وإنما كانت صدمة ومفاجئة للاقتصاد الإسرائيلي، وأثرت هذه الحرب على مختلف القطاعات الإسرائيلية من صناعة وتكنولوجيا وطاقة والطيران

ففى إطار تنفيذ هجماتها الشرسة على قطاع غزة استدعي الجيش 360 ألف جندي من قوات الاحتياط لينضموا لـ 150 ألف وهو عدد الجيش الإسرائيلي. هذا الحشد العسكري يعد أكبر استدعاء للجيش الإسرائيلي منذ حرب أكتوبر 1973، ومن شأن هذا الاستدعاء الضخم أن يؤثر بشكل كبير على عجلة الاقتصاد الإسرائيلي وتجعله يترنح من كثرة الصدمات التى يتعرض لها حالياً وسيستمر فى حالة استمرت هذه الحرب، فهذه الأعداد الضخمة من الجنود تحتاج إلى تجهيزات من غذاء ومأوى إلى جانب أنه سيتم سحبها من سوق العمل وتعطيل الأعمال التى كانت تقوم بها. 

ارتفاع غير مسبوق فى أسعار السلع الاستهلاكية في إسرائيل 

وفى قطاع التكنولوجيا الذي يشغل 14% من القوى العاملة فإن سحب هذا الكم من القوي العاملة إلى جبهة الحرب سيؤثر على القطاع كما أنه سيقلل من جاذبية المستثمرين، وكان قطاع التكنولوجيا فى إسرائيل قد جذب خلال هذا العام استثمارات من صناديق سيادية بنحو 5.5 مليارات دولار.

ومع استمرار هذه الحرب فقد شهدت الأسواق الإسرائيلية ارتفا ع غير مسبوق فى أسعار السلع الاستهلاكية، مما أدى إلى مضاعفة أسعارها، وإلى جانب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، أعلنت شركات عالمية بوقف أعمالها فى إسرائيل أو طلبت من موظفيها العمل من المنزل، مثل شركة"نستله" العالمية والتى أعلنت إغلاق مؤقت أحد مصانعها فى إسرائيل بسبب هذه الحرب. 

تابع موقع تحيا مصر علي