عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أستاذ بجامعة الأزهر: الجنس الفموي جائز شرعًا.. ومداعبة العورة باللسان حلال للزوجين

الدكتور السيد الشرقاوي
الدكتور السيد الشرقاوي - أستاذ بجامعة الأزهر

قال الدكتور السيد الشرقاوي، المدرس المساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر (فرع القاهرة): إن موضوع الإلتقاء بالأعضاء التناسلية في الفم، أو ما يعرف بين الناس بـ «الجماع الفموي» بين الأزواج، هو موضوع سؤال يوجه إليه كثيرًا من قبلَ النساء، إذ أنهن يسألن: زوجي يطلب مني أن ألمس عضوه الذكري بالفم واللسان ونحو ذلك؛ فهل هذا جائز شرعًا أم غير جائز؟ وهناك أزواج يسألون: زوجتي لا تريد أن تفعل هذا الأمر، لكني أجبرها على فعله؛ فهل يجوز للرجل أن يجبر زوجته على فعل هذا الأمر؟ أم أنهما يختلفان وتفسد الحياة الزوجية بسبب أن أحد الطرفين لا يقبل فعل هذا الأمر؟

الدافع الجنسي عند الرجل والمرأة

وأوضح المدرس المساعد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، أن الإسلام دين الفطرة، والله تعالى يقول: «فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا» (الروم: 30)، وهذه الفطرة تقتضي أن الإسلام يراعي كل كبيرة وصغيرة عند الناس.

والإسلام اعترف أن الدافع الجنسي عند الرجل والمرأة من الفطرة؛ فالرجل عنده دافع جنسي تجاه المرأة، والعكس صحيح، ولذلك أحل الله عز وجل الزواج بين الرجل والمرأة حتى يقضي كلًا منهما شهوته في الحلال، قال الله تعالى: «فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ» (البقرة: 222)، وقال أيضًا: «نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ» (البقرة: 223).

وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع واحدًا يُريد أن يتعبد لله بترك النساء وعدم الزواج، قال له صلى الله عليه وسلم: «أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني»، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة».

آداب العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة

وأضاف الشرقاوي، أن الإسلام يعترف بفطرة الرجل والمرأة، وما دام الدافع الجنسي لدى الرجال والنساء فطرة إذن ينبغي ألا نخجل من الكلام فيها، وتعريف الناس بالحلال والحرام والمباح وغير المباح.

ومن آداب العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة أدب المداعبة والملاعبة، وهو يعني ألا تأتي زوجتك فجأة وتطلب ممارسة العلاقة لكي تريح نفسك، وكذلك هي ينبغي ألا تطلب هذا الأمر بطريقة مفاجئة، لابد من المقدمات والممهدات، وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المفاجأة والمواقعة في هذا الأمر، فقال: «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. فقيل: يا رسول الله وما الرسول؟ قال: القُبلة والكلام».

ويجب أن يكون بين الزوج والزوجة مداعبة؛ فالراجل يداعب زوجته، والزوجة تداعب زوجها، وهذا من باب إرسال الرسالة لكي يقضي كل منهما شهوته بصورة كاملة فيها راحة واستقرار نفسي، ولا يكن فيها نوعٌ من المنغصات أو الضيق أو البعد عن هذا الأمر.

حكم نظر الأزواج إلى الأعضاء التناسيلة

وأشار المدرس المساعد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إلى أن هناك أمرٌ نحب أن نتكلم فيه وننوه عنه بصورة توضح الحكم دون الدخول في التفاصيل الدقيقة، وهذا الأمر هو أن الرجل يحب أن يلمس فرج زوجته أو يُقبله، وكذلك الزوجة أحيانًا تحب أن تُقبل العضو الذكري لزوجها أو تلمسه ونحو ذلك، وكلاهما يحب أن ينظر إلى الآخر. 

وتابع: بالنسبة للنظر فهذا أمر جائز شرعًا؛ فالرجل يجوز له أن ينظر إلى عورة امرأته كاملة؛ لأن كل جسد المرأة بالنسبة لزوجها مباح، وكذلك للمرأة أن تنظر لكل جسد زوجها بما فيه العورة أيضًا، فهذا مباح وجائز شرعًا؛ لكن الحكم المهم هنا: هل يجوز للرجل أن يلمس فرج الزوجة ويُقبله ويداعبه ونحو ذلك؟ وهل يجوز للزوجة أن تُقبل العضو الذكري لزوجها وتلاعبه وتداعبه ونحو ذلك؟

حكم لمس الأعضاء التناسيلة بين الزوجين

وأوضح الدكتور السيد الشرقاوي، أن علماء الشريعة لم يتحدثوا بالتفصيل في مسألة لمس الرجل فرج زوجته وتقبيله ومداعبته، ولمس المرأة العضو الذكري لزوجها وتقبيله وملاعبته ومداعبته، ولم يستطع أي عالمٍ أن يحرم هذا الأمر لأنه لا يوجد دليل على التحريم، وكذلك لم يستطع أحد منهم أن يقول: إن هذا الأمر مكروه أو نحو ذلك.

وتابع الشرقاوي: «لكن حين راجعنا هذا الأمر من الناحية الطبية، وجدنا علماء الطب يقولون: إنه من الممكن أحيانًا أن يقع ضرر بسبب هذا الفعل، وأحيانًا أخرى لا يقع أي ضرر؛ ففي بعض الأوقات من الممكن أن يكون الرجل غير مهتم بنظافة نفسه جيدًا في هذا المكان، ونفس الأمر ينطبق على المرأة؛ فيترتب على التقبيل أو اللمس أو وصول اللسان لهذا المكان ضرر مع ابتلاع الريق ونحو ذلك.

وأكد المدرس المساعد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، أن الرأي النهائي لعلماء الشريعة الإسلامية: أنه يجوز للرجل أن يقبل فرج زوجته، ويجوز للزوجة أن تقبل العضو الذكري لزوجها، بشرط ألا يترتب على ذلك ضرر، لأنه لا ضرر ولا ضرار في الإسلام. وبعض العلماء أجاز مسألة التقبيل واللمس قبل الجماع وليس بعده، حتى لا يكون هناك نجاسة أو أي شيء تصل إلى الفم واللسان ثم بعد ذلك تدخل مع الريق إلى المعدة.

وقال الشرقاوي: «إذن الأمر جائز شرعًا، ولا يوجد أي نص يُحرم هذا الفعل ما دام بعيدًا عن وقت الحيض، وعن لمس الفرج أثناء الحيض، وما دام بعيدًا عن إتيان المرأة في دبرها؛ فالأمر جائز ومباح ولا شيء فيه، ولكن بشرط أن يحرص الزوجين على النظافة والطهارة الجيدة حتى لا يترتب على هذا الأمر ضرر، وهذا ما نص عليه بعض العلماء منهم فقهاء المالكية وغيرهم».

وأشار المدرس المساعد بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إلى أن القاضي أبو يعلى، وهو من فقهاء الحنابلة، قال: «يجوز تقبيل فرج المرأة قبل الجماع، ويكره بعده»، ولما سأل الإمام أصبغ، وهو من فقهاء المالكية، عن نظر الرجل إلى فرج زوجته ونظر الزوجة إلى قضيب زوجها؟ قال: «يجوز، ويداعبه بلسانه»، يعني نص على جواز المداعبة باللسان ونحو ذلك، سواء كان من الرجل للمرأة، أو من المرأة للرجل.

تابع موقع تحيا مصر علي