«لأجل دائرى المريوطية».. قرار إزالة متحف نبيل درويش يثير غضب البرلمان.. ومطالبات بوقف هدمه
ADVERTISEMENT
أثار إعلان هدم متحف نبيل درويش حالة من عدم الفهم والاستياء عند أعضاء مجلس النواب، ولدى أسرة الفنان الراحل ومحبيه انتقلت إلى الوسط الثقافي وبدأت تلاقي ردود فعل عامة من جموع الناس على المستوى المحلى والعالمى لان هذا الفنان حظى بشهرة عالمية فى مجال الخزف وله مقتنيات عدة فى متاحف العالم وهو يعد عالم أثرى فى مجال الخزف بما ترك من تقنيات تدرس حاليا بكليات الفنون بمصر والعالم العربى، مما دفع نواب البرلمان لاستخدام أدواتهم الرقابية لمنع ذلك القرار.
وكانت قد أعلنت أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، إنها تلقت إخطارا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار هدم متحف الواقع على طريق سقارة السياحي بالجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية.
جدير بالذكر أن المتحف هو الوحيد من نوعه في مصر، ويضم أكثر من 4000 عمل خزفي معاصر، كما يتضمن مقتنيات الفنان الرائد نبيل درويش (1936ـ 2002) مثل الفرن ودولاب الخزف اللذين قدم من خلالهما منجزاته الإبداعية الشهيرة، وكان درويش قد قدم أول رسالة دكتوراه في فن الخزف عام 1981، وكشف عبرها عن تفاصيل طريقة المصريين القدماء في صنع فوهات سوداء للأواني الخزفية، فيما اعتبرته الأوساط الثقافية حينئذ كشفاً علمياً مهماً على المستويين الفني والأثري، لا سيما أنه قدم شرحاً وافياً للتجربة الفنية الفرعونية (ما قبل الأسرات).
«لأجل دائرى المريوطية»..تحرك برلماني بشأن قرار إزالة متحف الفنان الراحل نبيل درويش
بداية، تقدمت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء، ووزير النقل، ووزيرة الثقافة، بشأن القرار الصادر بإزالة متحف وجزء من منزل الفنان الراحل نبيل درويش.
قالت «عبد الناصر» في مستهل طلبها الذي رصده تحيا مصر، أننا تابعنا على مدار الساعات الماضية ما تم تداوله إعلاميًا على لسان أسرة الفنان التشكيلي الراحل نبيل درويش، بشأن تلقيهم إخطارا بضرورة إخلاء متحف الفنان الراحل ومنزله في غضون أسبوعين، للبدء في تنفيذ قرار هدم المتحف الواقع على طريق سقارة السياحي بمحافظة الجيزة، وذلك ضمن أعمال توسعة دائري المريوطية
وأكدت عضو البرلمان، أنه وفق ما هو مُعلن صدر إنذار موجه من مركز مدينة أبوالنمرس التابعة لمحافظة الجيزة، إلى ورثة الفنان الراحل، بضرورة إخلاء المبني لتوسعة وتطوير الطريق من المنصورية إلى المريوطية بطول 3.5 كم، حيث أكد الإنذار على سرعة إخلاء المبني بالكامل لاستكمال المشروع.
واستكملت النائبة أنه كالمعتاد نطرح السؤال الذي لا نجد ولا تجد الحكومة إجابة مُقنعة عليه: لماذا تتساهل الجهات التنفيذية بهذا الشكل الغير مفهوم في تدمير المعالم التراثية للدولة المصرية في نظير مشروعات يمكن أن نجد لها أماكن بديلة تصلح لتنفيذها؟ فتاره تدمر الحكومة المقابر الأثرية، وتاره أخرى تزيل مناطق سكانية بشكل شبه كامل، والان تزيل واحد من أهم المعالم الفنية في مصر بهدف تنفيذ توسعة مرورية
كما أكدت «عبد الناصر» على أن الأعجب من ذلك الأمر هو الرد المتداول لوزارة الثقافة على أسرة الفنان الراحل بشأن تلك الواقعة، فعندما ورد انذار الإزالة إلى أسرة الفنان نبيل درويش، اتجهوا بشكل تلقائي صوب الجهة المنوط بها حماية ذلك التراث الفني وهي وزارة الثقافة، إلا أن رد الوزارة كان صادم للغاية، حيث أكدت السيدة وزيرة الثقافة على أن هذا المشروع هو مشروع قومي ومن الصعب أن يتم إيقافه.
وأردفت الدكتورة مها، أنه بجانب أن أعمال التوسعة المزمع تنفيذها مكان المتحف تخالف قرار رئاسة مجلس الوزراء التي أصدرها في يناير 2023 بشأن ترشيد الإنفاق في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة والذي نص على تأجيل تنفيذ أي مشروعات لم يتم البدء فيها ولها مكون دولاري واضح ، بجانب عدم الصرف على أي احتياجات لا تحمل طابع الضرورة القصوى.
هناك تساؤلات في غاية الاهمية: فهل كل توسعه أو زيادة في عدد الحارات المرورية يُعتبر مشروعًا قوميًا على حسب رد وزيرة الثقافة ؟! ألا يعتبر متحف الفنان نبيل درويش تراثًا فنيًا قوميًا أيضاً من الواجب الحفاظ عليه؟ هل أصبح لدى القائمين على المشروعات القومية ترخيص مفتوح بهدم وتدمير المعالم التراثية والتاريخية والفنية والثقافية للدولة المصرية ومواطنيها؟.
وأشارت عضو البرلمان إلى أن تلك الواقعة المؤسفة قد تخطى صداها المدى المحلي، فمنذ أيام أرسلت الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لهيئة اليونيسكو، خطاب رسمي لوزارة النقل تطالب الوزارة بإعادة النظر في قرار هدم المتحف نظرا للقيمة الفنية للفنان الراحل وأعماله، ولكن بكل أسف دون جدوى.
كما أوضحت «عبد الناصر»، أنه إذا كانت الحكومة لا تعرف أهمية ذلك المتحف، فنود أن نوضح أن أهمية المتحف تأتي من أهمية صاحبه الفنان التشكيلي نبيل درويش، والذي يعد واحدًا من أهم فناني الخزف في مصر والشرق الأوسط بل والعالم، حيث أن الفنان نبيل درويش هو صاحب أول رسالة دكتوراه في فن الخزف عام 1981، وكانت عن تفاصيل صنع المصريين القدماء لفوهات سوداء للأواني الخزفية وكان هذا وقتها موضوعاً جديداً أضاف قيمة علمية كبيرة إلى هذا المجال على الصعيد الدولي وليس المحلي أو الإقليمي فقط.
بجانب أن للفنان أعمال تُعرض في محافل فنية دولية عديدة حتى الأن، إضافة إلى إسهاماته في تطوير فن الخزف بكثير من الدول العربية، حيث اكتشف في قطر والبحرين طينات صالحة للفخار والخزف، واكتشف أماكن تحتوي على طينات رملية صالحة للإبداع الخزفي بالكويت مما كان له دور في إثراء فن الخزف المعاصر في العالم العربي كله
هذا بجانب أن له العديد من المشاركات في كثير من الفعاليات الفنية بجميع أنحاء العالم، والتي تمكن خلالها من الحصول على عدد من الجوائز و الألقاب لصالح الدولة المصرية، منها على سبيل المثال الجائزة الكبرى فى بينالى عمان 1992 والجائزة الكبرى فى بينالى الشارقة الدولى الأول 1993.
كما أشارت، إلى أن الفنان الراحل نبيل درويش قد افتتح ذلك المتحف مجانا للزوار وطلاب كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية عام 1983 واختاروا هذا المكان نظرا للهدوء المحاط به من كافة الاتجاهات، كما يجاوره العديد من مدارس الخزف والكليم والبردي وغيرها، ويحتوي المتحف على أكثر من 4000 قطعة خزف تنوعت بين مقتنيات الفنان الراحل وقطع خزفية فريدة ومكتبته وأدواته الفنية التي عمل بها.
وبعد كل ذلك وبدلاً من ان تقوم الحكومة بتوسعة المتحف وتحويله لمادة علمية لطلاب كليات الفنون الجميلة التربية الفنية ومقصدًا لفناني ومثقفي العالم، بكل بساطة تقوم بهدمه لإنشاء عدة حارات مرورية
واختتمت الدكتورة مها عبد الناصر طلب الإحاطة مُطالبة الحكومة بسرعة وقف قرار هدم متحف الفنان نبيل درويش فورًا وإخراجه من قائمة الإزالات، والتنسيق مع الشركة المُنفذة لأعمال التوسعه بإعادة الدراسات الهندسية وإيجاد موقع بديل لأعمال المشروع بعيدًا عن أرض المتحف ومنزل الفنان الراحل وأسرته
منال هلال "نائبة التنسيقية ": هدم متحف نبيل درويش مذبحة تاريخية
ومن جانبها، تقدمت النائبة الدكتورة منال هلال عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بطلب إحاطة إلى الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لتوجيه إلى رئيس الوزراء ووزيرة الثقافة الدكتور نيفين الكيلانى، بشأن "العدول عن قرار هدم متحف الفنان الراحل نبيل درويش ".
وأضافت "نائبة التنسيقية " أن المتحف يواجه أزمة كبرى إذ تردد أن هيئة المساحة زارت الموقع ورفعت أبعاده ووضعت علامة على جداره تعني أنه ستتم إزالته لتعارض موقعه مع مشروع لتوسعة كوبري يمر في المنطقة.
وأضافت "هلال" فى طلب الإحاطة يقع متحف نبيل درويش على مساحة نحو 1000 متر تضم المبنى وحديقة كبيرة تحيط به وإلى جانبه يقع منزل الفنان الراحل الذي تعيش فيه أسرته حتى الآن وتضم المنطقة المحيطة به متاحف عدة لفنانين
آخرين من بينها متحف آدم حنين ومتحف زكريا الخناني للزجاج ومركز رمسيس ويصا واصف للسجاد اليدوي وكلها فنون نابعة من المكان ومتوافقة معه.
وأشارت "نائبة التنسيقية"، إلى أن منطقة الحرانية لها باع طويل في ما يتعلق بالفنون والحرف التراثية ويعرف المكان بشارع الفنون.
وكان الجهاز القومي للتنسيق الحضاري وضع سابقا لافتة على الموقع ضمن مشروع "عاش هنا" الذي يسجل أماكن إقامة كثير من رموز مصر الفنية والثقافية في مجالات مختلفة إيمانا بدورها وقيمتها الكبيرة في المجتمع.
وتابعت " هلال " الأمر أثار حالة من عدم الفهم والاستياء عند أسرة الفنان الراحل ومحبيه انتقلت إلى الوسط الثقافي وبدأت تلاقي ردود فعل عامة من جموع الناس على المستوى المحلى والعالمى لان هذا الفنان حظى بشهرة عالمية فى مجال الخزف وله مقتنيات عدة فى متاحف العالم وهو يعد عالم أثرى فى مجال الخزف بما ترك من تقنيات تدرس حاليا بكليات الفنون بمصر والعالم العربى.