الدكتور علي جمعة يوضح لماذا يجب أن نرى الهلال أول كل شهر؟
ADVERTISEMENT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن الله تبارك وتعالى عندما شَرَّفَ الوجود بحضور حضرة سيدنا النبي ﷺ كانت القضية في الهجرة؛ هل تدون بأول ما بُعِثَ ﷺ، أو السنة الأولى من مبعثه ﷺ، أو السنة الثانية من مبعثه ﷺ، هذا كلام المسلمين فيما بينهم.
بداية السنة الهجرية
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أنه بعد ما انتقل سيدنا النبي ﷺ إلى الرفيق الأعلى، جعل سيدنا عمر رضى الله عنه بداية السنة الهجرية ابتداءً من الهجرة، ابتداءً من بناء الدولة في المدينة المنورة، فبدأت من الهجرة.
ورأى سيدنا عمر رضى الله عنه أن يجعل بداية العام بعد الرجوع من الحج، نبدأ السنة؛ فالسنة تبدأ بالمحرم.
النسيء.. وزحزحة الأشهر الحرام
وأشار عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إلى أن العرب كانوا يقومون بِمَا يُسَمَّى بالنسيء، وهو أمرٌ معقد؛ لأنهم كانوا يستكثرون حرمة الأشهر الحرم: القعدة، والحجة، والمحرم، فكانوا يريدون سفك الدماء في هذه الشهور، وسفك الدم حرام في هذه الشهور، فيقومون بتغيير اسم شهر محرم ويسموه صفر، ويأجلون المحرم للشهر القادم، فيذهبون لكاهن؛ لكي يحسبها لهم؛ فعندما يجعل صفر محرم، ويأتي ربيع فيسموه صفر، فتتزحزح الشهور.
وعندما تتزحزح الشهور؛ الدورة لا تتم، فكانوا يقومون كل سنتين حركة في الزيادات والنقصان؛ فكانت تتم بعد 18 سنة وتتعدل الدورة مرة أخرى... وهكذا .
وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن السنة التي حج فيها سيدنا النبي ﷺ كانت نهاية الـ 18 سنة التي تتم فيها الدورة، وكانت الدورة معدولة؛ فقال ﷺ: «إن الفلك قد رجع إلى هيئة يوم خلق الله الخلق». بداية صحيحة، {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37]. الحمد لله، جاءت حجة سيدنا ﷺ مضبوطة؛ في أن الدورة لفت إلى كما خلق الله الخلق.
التقويم الهجري مبني على القمر
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن التقويم الهجري مبني على القمر، وقال ﷺ: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا»، أعطى لنا القاعدة التي نمشي عليها.
والسنة الهجرية دورتها: 8 سنين، بعضها: 353 يوم، 354 يوم، 355 يوم.
353: تأتي مرة واحدة فقط في 8 سنين.
354: تأتي مرتين، أو ثلاثة.
355: تأتي مرتين، أو ثلاثة.
ولا تأتى شهور متتالية 29 وراء بعض(29، 29، 29، 29)، ولكن قد يأتي شهرين وراء بعض 29 ويأتي الشهر الثالث 30. فيصحح نفسه، لكي تتم الدورة في النهاية؛ لكن هذه الدورة ليست منضبطة انضباطًا تامًّا كالشمس؛ ولذلك يجب أن نرى الهلال كل أول شهر، فالاعتماد على الحساب اعتماد كلي ليس وارد، الاعتماد على الحساب للاستئناس.
الدكتور علي جمعة، أشار إلى أن هناك فرق بين الاستئناس والاعتماد؛ فاالاستئناس يكون غالب الحساب صحيح، لكن الاعتماد صحيح دائما، ولذلك نحن نجمع ما بين الاستئناس والرؤية، لأنه هناك حالات لا تثبت إِلَّا بالرؤية وليس بالحساب، صحيح إنها قليلة؛ لكن موجودة.
إذن يجب أن نفهم إن حركة القمر ليست منتظمة انتظامًا تامًّا؛ ولذلك لابد من الجمع بين الحساب، وما بين الرؤية، والتقويم الهجري مبني أيضا على 12 شهر، ولا يوجد فيه نسيء.
التقويم القبطي يسير على الشمس، والتقويم الرومي يسير على الشمس، ويسمى الجريجوري نسبةً إلى بابا الفاتيكان، الذي عَدِّل وأنقذ الخطأ الموجود في ما قبله، فهو صحيح حتى الآن.
جوجل نيوز
تطبيق نبض
