ألفة السلامي تكتب: هل نودِّعُ الأضاحي ونستبدلها باللحوم المزروعة في المختبر!
ADVERTISEMENT
بمناسبة الاستعداد حاليا لعيد الأضحى والذي يتجاوز خلاله عدد الأضاحي في العالم 50 مليون رأس من المواشي قد تفوقكلفتها 10 مليارات دولار، لفت نظري خبر مهم يثير جدلاً على نطاق واسع، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، ويتعلّقُبموافقة الأخيرة على تداول الدجاج المصنوع من الخلايا المزروعة، وهوأول لحم يتم إنتاجه من الخلايا الحيوانية في المختبر! شركتان في كاليفورنيا ورّدت اللحوم "المزروعة في المختبر" إلى المطاعم لتقديمها على طاولات الزبائن وعرضها على رفوفالسوبر ماركت.
والولايات المتحدة هي ثاني دولة في العالم تقدم على هذه الخطوة بعد سنغافورة. كانت وزارة الزراعة الأمريكيةقد أعطت الضوء الأخضر لشركة ابسايد فودز وجوود مييت Upside Foods and Good Meat ، وهما الشركتان اللتانكانتا تتسابقان لتكونا في الصدارة لبيع لحوم لا تأتي من الحيوانات المذبوحة - ما يشار إليه الآن باسم"المزروعة بالخلايا" أو "اللحوم "المستنبتة" عند خروجها من المختبر ووصولها إلى أطباق الطعام. وتخطط الشركتان لتقديمالطعام الجديد أولاً في مطاعم حصرية ولذلك دخلتا في شراكة مع مطعم في سان فرانسيسكو وآخر في العاصمة واشنطن. الدعاية التي صاحبت هذا الإجراء تثمِّنُ هذه الخطوة وتعتبرها حقبة جديدة من إنتاج اللحوم تهدف إلى القضاء على الأضرارالتي تلحق بالحيوانات والحد بشكل كبير من الآثار البيئية للرعي وزراعة الأعلاف للحيوانات والمخلفات الحيوانية. لكن العديدمن العلماء والمستهلكين يرفضون هذه الخطوة ويرون أن أضرار اللحوم المستنبتة التي يتم تخليقها في المختبر لا يمكن التنبؤبها وقد تكون دوائر المنظمين والمتحمسين تخفي كوارث صحية متوقعة ومسكوت عنها!.
لكنَّ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تعتقدأن هذا الإجراء جاء بعد شهور من الاطمئنان إلى أن منتجات الشركتين آمنة للأكل. ويشكك العديد من العلماء المطلعين علىطرق الإنتاج في كونها آمنة، خاصة إن اللحوم من الخلايا تُزرع في خزانات فولاذية، باستخدام خلايا تأتي من حيوان حي أوبيضة مخصبة أو بنك خاص من الخلايا المخزنة ثم يتم إخراجها في صفائح كبيرة ويتم تشكيلها بعد ذلك في أشكال مثلشرائح الدجاج والنقانق ولحوم مبشورة أو مفرومة وجبن.
وترى الشركات المصنعة والمتحمسون للدجاج المزروع من الخلايا أنهيسمح أيضًا بالمزيد من الإتاحة في الأسواق لكن بعض العلماء يردون عليهم قائلين إنه أغلى بكثير من لحوم طيور المزرعة ولايمكن إنتاجه على نطاق واسع مثل اللحوم التقليدية وسعره ليس في متناول المستهلكين العاديين. كما أنهم متخوفون من احتمالات الضغط علىالأسواق بعد فترة لمنع ذبح واستخدام الحيوانات للاستهلاك البشري، تحت دعاوي حقوق الحيوان لتقديم بضاعتهم.
كبديل للمنتجات الحالية بغرض التحكم في الأسواق وجني الأرباح. ومن المتوقع أن تنتشر هذه المنتجات وتغزو الأسواق في السنواتالقليلة المقبلة حيث هناك 150 شركة على مستوى العالم تتجه حاليًا إلى تصنيع اللحوم من الخلايا؛ ليس فقط الدجاج ولكنلحم الخنزير ولحم الضأن والأسماك ولحم البقر، والتي يقول المتحمسون لهذا النهج إن لتلك الحيوانات أضرارًا جسيمة علىالبيئة. كما يدافع مسؤولو الشركات عن هذه المنتجات قائلين إنها عبارة عن لحوم، وليست بدائل مثل البيرجرالذي يملأالأسواق ويلقى قبولًا رغم كونه خال من اللحوم وعبارة عن بروتينات نباتية ومكونات أخرى. ويبدو أننا مقبلون على معركة عالميةمنظمة لمنع استهلاك وتصنيع الحيوانات التي يستخدمها الإنسان منذ بدء الخليقة في غذائه.
ومثلما رفعوا أسعار السلعالغذائية بإشعال الحروب والصراعات ونشر الفيروسات والأمراض، من غير المستبعد أن تسعى بعض القوى المتحكمة فياقتصادات العالم إلى السيطرة على سوق اللحوم بتسويق منتجاتهم المزروعة من الخلايا تمهيدًا لمنع البشرية من استهلاك ماتعودت على إنتاجه تحت دعاوى وأكاذيب أصبحنا في العقود الأخيرة نتجرعها ولا نملك إيقافها.
وكلنا نتذكر مزاعم امتلاكالعراق أسلحة نووية ثبت أنها واهية وكانت مجرد تعلات لغزو العراق والسيطرة على مقدراته. لذلك مع استقبال عيد الأضحى لي رجاء: "استمتعوا بالعيدواذبحوا الخروف وكلوا لحمه فقد تصبح من الذكريات". كل أضحى وأنتم بخير.