دار الإفتاء: قراءة القرآن ووهب ثوابه لـ الأحياء جائز
ADVERTISEMENT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول السائل فيه: هل يجوز أن أهب ثواب قراءة القرآن الكريم للأحياء؟
وهب ثواب قراءة القرآن للأحياء
وقالت دار الإفتاء: إن الأصل أن ثواب القراءة يكون لصاحبها، لكن يجوز للإنسان على سبيل الدعاء أن يقول مثلًا: «اللهم هب مثل ثواب عملي هذا أو قراءتي هذه إلى فلان أو فلانة، حيًّا كان أو ميتًا»، وهبة الثواب على جهة الدعاء جائزٌ بإتفاق العلماء.
فضل دعاء المسلم لأخيه وبيان ثوابه
وأوضحت دار الإفتاء، في معرض ردها على سؤال يقول السائل فيه: اعتدت عندما أقابل أيَّ شخص أن أدعو له بما تيسر من الدعاء؛ فهل هذا الأمر له أجر أو ثواب؟ أن مقابلة الإنسان لأخيه بالدعاء شيء يسرّه؛ ومن سرَّ أخاه سرَّه الله يوم القيامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيُسِرَّهُ سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه الدولابي في (الكنى والأسماء)، والطبراني في (المعجم الأوسط)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقد رغَّب الشرع الشريف في دعاء المسلم لأخيه، وجعل ذلك من وجوه الخير ومظاهر البرِّ؛ تأليفًا للقلوب، وتوثيقًا لعُرى المحبة، وجعله أكثر الدعاء قبولًا وأسرعه إجابةً؛ حتى قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب»، أخرجه ابن المبارك في (الجهاد)، والإمام البخاري في (الأدب المفرد)، والإمام أحمد في (الزهد)، والدولابي في (الكنى والأسماء)، والبيهقي في (شعب الإيمان).
الملائكة يستغفرون لمن في الأرض
وأشارت دار اففتاء، إلى أن العلَّامة ابن بطَّال قال في (شرح صحيح البخاري - 9/ 220، ط. مكتبة الرشد): «وأخبر تعالى أن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض؛ فينبغي للمؤمن الاقتداء بالملائكة والصالحين من المؤمنين؛ ليكون من جملة من أثنى الله عليه ورضي فعله، فلم يخص نفسه بالدعاء دون إخوانه المؤمنين؛ حرصًا على شمول الخير لجميعهم».
والعلَّامة الطيبي يقول في كتاب (الكاشف عن حقائق السنن - 5/ 1707، ط. مصطفى الباز): «وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثلها».