ماذا تخطط أمريكا في اليمن؟ وهل اقتربت ساعة الحسم مع الحوثيين؟

شهدت محافظة صعدة شمال اليمن، ليلة الاثنين-الثلاثاء، واحدة من أعنف موجات القصف الجوي منذ بدء التصعيد العسكري الأميركي ضد الحوثيين، حيث شنت الطائرات الحربية الأميركية ثماني غارات وصفت بـ"شديدة الانفجار"، استهدفت مناطق مختلفة بمحيط مدينة صعدة، المعقل الأبرز للجماعة الحوثية المدعومة من إيران. ووفقًا لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، فقد أسفرت الضربات عن إصابة عدد من الأشخاص، بينما لم يتم الإعلان بعد عن تفاصيل الخسائر البشرية أو المادية بدقة.

استهداف مباشر لمديرية كتاف في صعدة

أكد مراسل "المسيرة" أن غارة أميركية استهدفت منطقة الصبر في مديرية كتاف، شمال شرقي صعدة، وهي منطقة معروفة بكثافة الوجود العسكري للحوثيين، ما يشير إلى أن الضربات لم تكن عشوائية بل تستهدف بنية القيادة والسيطرة. ويعد هذا النوع من الضربات تطورًا لافتًا في نهج الاستهداف الأميركي، إذ ينتقل من الضربات الدفاعية إلى الهجوم الاستراتيجي داخل الأراضي اليمنية.

رعب في صعدة وتحليق مستمر للطائرات

روى سكان محليون لوكالة "فرانس برس" مشاهد الرعب التي عاشوها خلال الغارات، مؤكدين أن أصوات الانفجارات كانت قوية ومتصاعدة، وتسببت في حالة من الهلع بين المدنيين، خصوصًا في المناطق القريبة من مواقع الاستهداف. وأشار الشهود إلى أن الطيران الأميركي ظلّ يحلق في سماء المحافظة لساعات، ما عزّز المخاوف من موجة ثانية من الضربات.
 

الضربات تمتد إلى العاصمة: قتيلان في صنعاء والحوثيون يتوعدون بالرد

في صنعاء، أعلنت جماعة الحوثي أن حصيلة الغارات التي نُفذت مساء الأحد الماضي ارتفعت إلى قتيلين، مرجحة أن الولايات المتحدة وراءها. وتُعد هذه الغارات جزءًا من سلسلة عمليات عسكرية أميركية بدأت منذ منتصف مارس، مستهدفة البنية العسكرية للحوثيين ومخازن السلاح والطائرات المسيّرة التي تُستخدم في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

الحوثيون يستهدفون حاملة طائرات أميركية... وواشنطن ترد بعنف

ردًا على هذه الضربات، أعلنت جماعة الحوثي أنها استهدفت حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر، دون أن تقدم إثباتًا ملموسًا على العملية. من جانبها، أكدت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أنها تنفذ ضربات يومية "نهارية وليلية" على مواقع متعددة للحوثيين، ضمن عملية عسكرية متواصلة تهدف إلى ردع تهديداتهم للملاحة في المنطقة.

الرئيس الأميركي  يتوعد بالقضاء على الحوثيين ويحذر طهران

وفي تطور سياسي لافت، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته تجاه الحوثيين وإيران، متوعدًا بالقضاء على الجماعة الحوثية بالكامل، ومحذرًا طهران من "استمرار دعمها للجماعات المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، على حد وصفه. وتأتي تصريحاته في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تقليص النفوذ الإيراني في اليمن ومحيطه الاستراتيجي.