عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الإفتاء: السحر حقيقة وله تأثير على النفس.. والتفريق بين الزوجين من آثاره

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أوضحت دار الإفتاء المصرية، موقف الشريعة الإسلامية من السحر، وهل هو حقيقة موجود وله تأثير في الواقع أم ماذا؟ وهل ما ينتج عنه من الإضرار بالناس والتفريق بين الأزواج وخلافه حقيقة أم أن هذا مجرد وهم؟

حقيقة السحر عند جمهور العلماء

وقالت دار الإفتاء المصرية: إن العلماء اختلفوا على رأيين في أمر السحر هل له حقيقة، أم هو شعوذة وتخييل؛ الرأي الأول: وهو رأي جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة، ويرون أن السحر له حقيقة وتأثير، واستدلوا على رأيهم بعدة أدلة منها: قوله تعالى: «سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ» (الأعراف: 116)، وقوله تعالى: «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِه» (البقرة: 102)، وقوله تعالى: «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ» (البقرة: 102)، وقوله تعالى: «وَمِن شَرِّ النَّفَّٰاثَاتِ فِي الْعُقَدِ» (الفلق: 4).

السحر خداع وتمويه وتضليل

وأضافت دار الإفتاء، أن الرأي الثاني: هو رأي المعتزلة وبعض أهل السنة، ويرون أن السحر ليس له حقيقة في الواقع، وإنما هو خداع وتمويه وتضليل، وأنه باب من أبواب الشعوذة، وهو عندهم على أنواع:

(1) - التخييل والخداع.

(2) - الكهانة والعرافة.

(3) - النميمة والوشاية والإفساد.

(4) - الاحتيال.

والمؤيدون لهذا الرأي يقولون: إن الساحر والمعزم لو قدرَا على ما يدعيانه من النفع والضرر وأمكنهما الطيران والعلم بالغيوب وأخبار البلدان النائية والخبيئات والسرقات والإضرار بالناس من غير الوجوه التي ذكرت لقدروا على إزالة الممالك واستخراج الكنوز والغلبة على البلدان بقتل الملوك، بحيث لا ينالهم مكروه، ولاستغنوا عن الطلب لما في أيدي الناس، فإذا لم يكن كذلك، وكان المدعون لذلك أسوأ الناس حالًا وأكثرهم طمعًا واحتيالَا وتوصلًا لأخذ أموال الناس، وأظهرهم فقرًا وإملاقًا، علمت أنهم لا يقدرون على شيء من ذلك.

السحر له حقيقة وتأثير على النفس

وأكدت دار الإفتاء، في الفتوى  التي رقم (4468)؛ أنه من استعراض أدلة الفريقين، نرى أن ما ذهب إليه جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أقوى دليلًا؛ فإن السحر له حقيقة وتأثير على النفس، وإلقاء البغضاء بين الزوجين والتفريق بين المرء وأهله الذي أثبته القرآن الكريم ليس إلا أثرًا من آثار السحر.

ولو لم يكن للسحر تأثير لما أمر القرآن بالتعوذ من شر النفاثات في العقد، ولكن كثيرًا ما يكون هذا السحر بالاستعانة بأرواح شيطانية، فنحن نقر بأن له أثرًا وضررًا ولكن أثره وضرره لا يصل إلى الشخص إلا بإذن الله؛ فهو سبب من الأسباب الظاهرة التي تتوقف على مشيئة مسبب الأسباب رب العالمين جل وعلا.

تابع موقع تحيا مصر علي