الأزهر يستعرض فضائل كتاب «مقاصد الصوم» لسلطان العلماء العز بن عبد السلام
ADVERTISEMENT
سلط مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الضوء على كتاب «مقاصد الصوم» لمؤلفه سلطان العلماء الشيخ العز بن عبد السلام، والمولود عام 557 هجريا الموافق 1181 ميلاديا، والمتوفى 660 هجريا الموافق 1262 ميلاديا.
وقدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، لكتاب سلطان العلماء العز بن عبد السلام، في إطار مشروع المركز التثقيفي بعنوان: «حكاية كتاب».
من هو العز بن عبد السلام؟
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن سلطان العلماء الشيخ العز بن عبد السلام، هو: أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السُّلَمي نسبًا، والدمشقي مولدًا ونشأةً، والمصري إقامةً ومرقدًا، والشافعي تدريسًا ومذهبًا، أحد علماء الإسلام الأعلام، المُلقَّب بالعز، وعز الدين، وعز الرجال، وسلطان العلماء.
مولد العز بن عبد السلام
وتابع مركز الأزهر للفتوى، أن العز بن عبد السلام، ولد عام 577 هجريا بمدينة دمشق حاضرة الشَّام، ونشأ في أسرة فقيرة، ولم يتهيأ له طلب العلم صغيرًا، ولكنه حين بدأه فاق الأقران، وصار عَلَم الزمان.
درس العلم على يد أكابر علماء عصره في دمشق، ثم سافر إلى بغداد وتتلمذ على كبار علمائها حتى نبغ في العديد من العلوم والفنون، كالعقيدة، والتفسير، وعلوم القرآن، والحديث، وعلومه، والفقه وأصوله، والسيرة النبوية، والنحو والبلاغة، والتصوف والسلوك.
تقلد مناصب القضاء والإفتاء والتدريس، وتولى الخطابة بالجامع الأموي، والتدريس فيه بزاوية الغزالي، كما تتلمذ على يديه جمع غفير من التلاميذ منهم شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، قاضي قضاة مصر، والذي لقّبه بسلطان العلماء، وشهد له العلماء برجاحة عقله، وعلو همته، وقوة حجته، وكثرة علمه، وجودة حفظه، وبراعة تصانيفه.
مواقف عظيمة في نصرة الحق
اشتهر العز بن عبد السلام، بمواقفه العظيمة في إحقاق الحق، وإنكار المنكر، مع ما تمتع به من زهد وعفة، وتواضع لله تعالى، وفي الجملة كانت حياته سلسلة متواصلة من الثبات على الدين، والأمر بالمعروف، والتعرض للمحن والابتلاءات حتى تُوفِّي رحمه الله بالقاهرة، عام 660 هجريا عن عمر يقارب الثلاثة والثمانين عامًا، ودفن بسفح المقطّم.
كتاب مقاصد الصوم للعز بن عبد السلام
وكتاب: «مقاصد الصوم»، رسالة نفيسة تمتاز بإيجاز اللفظ والمبنى مع جلال نفعٍ ومعنى، إضافةً إلى حسن ترتيبها وتناسقها، وجمال عرضها ودقتها، وفيها من براعة الاستهلال، وقوة الاستدلال، وسهولة العبارة، والوضوح والبيان ما يجعل القارئ يقف أمام كلماتها وقفة المتأمل.
وقد تألَّفت هذه الرسالة من عشرة فصول دون أن يزيد متنُها عن خمسين صفحة جمع فيهن المؤلف مقاصد الصوم، وبين وجوبه، وفضائله، وآدابه، وما يُجتنَب فيه، وتعرض كذلك لليلة القدر، والاعتكاف، وصوم التَّطوع، ثم ختمها بذكر الأيام المنهي عن الصوم فيها.
فوائد الصوم
وعدَّد كثيرًا من فوائد الصوم، فقال: «للصوم فوائد: رفع الدرجاتِ، وتكفير الخطيئات، وتكثير الصدقات، وتوفير الطاعات، وشكر عالم الخفيات، والانزجار عن خواطر المعاصي والمخالفات ... وللصوم فوائد كثيرة أخر، كصحة الأذهان، وسلامة الأبدان» ثم أعقب ذلك شرحًا وافيًا لكل مفردة مدلّلًا عليها بأدلة من الوحيين الشَّريفين، وفعل السَّلف الصالح.
كما فصَّل في آداب الصيام، ومما ذكره في ذلك: حفظ اللسان والجوارح عن المعاصي، وتعجيل الإفطار، والدعاء عنده، والفطر على الرطب أو التمر أو الماء، وتأخير السُّحور لِيُتَقَوّى به على الصوم.
فضائل ليلة القدر
ثم تكلَّم عن فضائل ليلة القدر، وسبب تسميتها بذلك، وتنزل الملائكة والروح فيها، وسلامهم على المجتهدين في العبادة، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وأنها خير من ألف شهر، وحثَّ على أن يلتمسها المُلتمسون، ويطلبها الطالبون، تأسيًا بسيدنا رسول ﷺ وصحابته الكرام، كما تحدَّث عن وقتها ومكانها في عشر رمضان الأواخر؛ مُرجحًا أنها ليلة الحادي والعشرين أو السَّابع والعشرين، ودلَّل على ذلك.
ثم ختم المؤلف حديثه عن فضل الصوم في سائر الأيام، رمضان وغيره من بقي شهور العام؛ كصيام ستة أيام من شوال، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الاثنين والخميس.. ونحو ذلك، وبين أن الصوم يقي صاحبه من عذاب النار، وأن النبي ﷺ كان يُكثرُ منه دون أن يستكمل صيام شهر إلا رمضان؛ مُشيرًا إلى الأيام التي نهت الشريعة عن صيامها كيومي عيدي الفطر والأضحى، وأيام التشريق الثلاثة.