إسلام بحيري: حديث شيخ الأزهر عن ضرب الزوجة يفتح باب العنف الأسري ويؤدي إلى دماء وجرائم قتل
ADVERTISEMENT
علق إسلام بحيري، الباحث والمفكر المصري، على حديث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والذي قال فيه إن هناك حالة أباح فيها الشرع للزوج ضرب الزوجة اضطرارًا وبشروط تكاد تفرغ الضرب من أي شبهة للإيذاء، ومن باب ارتكاب ضرر أخف لمنع ضرر أكبر يهدم الأسرة على رؤوس الجميع.
النشوز الذي في القرآن ليس معناه الاستعلاء
وقال الباحث والمفكر المصري، في منشور كتبه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: «للمرة الألف يكرر فضيلة شيخ الأزهر في برنامجه الرمضاني، قوله: إن ضرب الرجل لزوجته مباح شرعًا، وأنه أحد وسائل إنقاذ الأسرة».
وأضاف بحيري: «وللمرة المليون أكرر؛ النشوز الذي في القرآن ليس معناه الاستعلاء أو عدم الطاعة من الزوجة؛ لأن عقد الزواج أصلا ليس عقد طاعة أو إذعان للرجل؛ النشوز في القرآن واقعة خاصة عن أمارات الخيانة الزوجية».
وأكد الباحث والمفكر المصري، أن النشوز في القرآن على الطرفين (الزوج والزوجة) وليس المرأة فقط، وغاية ما ذكره القرآن هو ما يشبه في القوانين الفرنسية والأوروبية حاليًا ما يسمى «العذر المخفف» كحالة استثنائية فقط وليس أكثر.
بحيري لـ شيخ الأزهر: أين البعد الاجتماعي في خطابك؟
وتابع بحيري: «ثم بعيدًا عن الفكر الديني كله؛ أين الدستور المصري والقانون ومقامهما الرفيع يا فضيلة شيخ الأزهر؟ أين البعد الاجتماعي في خطابك هذا مع كل ما نراه من عنف في المجتمع ناتج عن ضغوطات الحياة العملية؟ أمع كل هذا تفتح لهم فضيلتك بابًا للعنف الأسري - وليس أي عنف - بل عنف معه رخصة دينية سيؤدي مع هذا الاحتقان لا شك إلى دماء وجرائم قتل، ونحن نراها يوميا بالفعل».
واختتم الباحث والمفكر المصري، حديثه؛ قائلًا: «ألا يدرك الدكتور أحمد الطيب، خطورة مقام ومنصب شيخ الأزهر؟ أليس هناك ناصح أمين حول الدكتور أحمد الطيب ينصح له؟!».
شيخ الأزهر: إباحة ضرب الزوجة لمنع هدم الأسرة
يذكر أن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قال خلال الحلقة العاشرة من برنامجه «الإمام الطيب»: إن الحكم الشرعي العام في جريمة الضرب هو: حرمة الضرب حين يكون بقصد الإهانة أو الإيذاء لأي إنسان، وحسبي هنا الآن أن أقرر بداية أن ضرب الناس، بغير حق أو مبرر شرعي كاف يستدعيه ويتطلبه حرام وممنوع، ويجب فيه القصاص، إلا إذا عفى المجني عليه طوعا واختيارا؛ فهذا الحكم الذي لا يقبل جدالًا ولا مماحكة هو حجر الزاوية في فهم آية سورة النساء.
وتابع شيخ الأزهر: وهذا الحكم العام، أمر بالغ الأهمية في فهم آية النساء فهمًا صحيحًا بعيدًا عن هذا الخلط السيئ الذي وقع فيه كثيرون عن جهل أو سوء نية للتشويش على القرآن الكريم، ففرق كبير جدًا بين القول بأن القرآن الكريم في هذه الآية يبيح للزوج حق ضرب زوجته كلما رأى ذلك، أو أراده، وبين القول بأنه يبيح للزوج قدرا معينا محدودا من هذا التصرف، يلجأ إليه التجاء المضطر لعلاج أخير ينقذ به أسرته وأطفاله من التدمير والتشريد.
وأضاف، أن هناك حالتان مختلفتان أشد الاختلاف، الحالة الأولى: حالة إباحة ضرب الزوج زوجته إباحة مفتوحة، في كل الأحوال والظروف، وكيفما كانت الأسباب والدواعي، وهذه الحالة التي نهى عنها القرآن نهيا صريحا في قوله: «ولا تضاروهن»، وقوله: «وعاشروهن بالمعروف»، وهى حالة محرمة على الزوج تحريمًا باتًا، وهي الحالة التي يدلس بها الكارهون للقرآن على الناس، ويزعمون لهم أنها المقصود من قوله تعالى: «واضربوهن».
والحالة الثانية: حالة إباحة ضرب الزوجة اضطرارًا في حالة معينة وبشروط تكاد تفرغ الضرب من أي شبهة للإيذاء، ومن باب ارتكاب ضرر أخف لمنع ضرر أكبر يهدم الأسرة على رؤوس الجميع.