هل ينجح التحالف الدولي في فرض حل الدولتين؟ السعودية تعلن عن مبادرة جديدة للسلام
ADVERTISEMENT
أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، مبادرة تهدف إلى تعزيز الجهود لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. الإعلان جاء خلال كلمة ألقاها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع وزاري خاص بالقضية الفلسطينية، وذلك على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين المنعقدة في نيويورك.
تحالف دولي لتح قيق السلام: موقف سعودي حازم
أكد الأمير فيصل بن فرحان أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو "حق أصيل" للشعب الفلسطيني وجوهر أساسي لأي عملية سلام مستدامة في المنطقة. وأشاد بالدول التي اعترفت بفلسطين مؤخرًا، ودعا المجتمع الدولي بأسره إلى التحلي بالشجاعة والانضمام إلى هذه الجهود. وأوضح أن التحالف الدولي سيعمل على كسر حالة الجمود والتمسك بحل الدولتين باعتباره الخيار الأفضل لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وقال بن فرحان: "إن تنفيذ حل الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وخلق واقع جديد يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين التعايش بسلام". وأضاف أن هذا التحالف يهدف إلى توحيد المواقف الدولية لدفع الأطراف المتنازعة نحو مفاوضات جادة، مع الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
استثناء واشنطن: رسالة قوية للمجتمع الدولي
في خطوة لافتة، استثنت السعودية الولايات المتحدة من هذا التحالف، ما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على الجهود الدولية لإحلال السلام. وبينما تعد واشنطن حليفًا تقليديًا لإسرائيل، فإن هذا القرار يعكس رؤية سعودية جديدة تسعى إلى تشكيل تحالف دولي متعدد الأطراف يركز على حل الدولتين دون الاعتماد على واشنطن. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة قد تكون إشارة إلى سعي المملكة لقيادة الجهود الدبلوماسية بنفسها بعيدًا عن النفوذ الأمريكي، وذلك في وقت تعاني فيه عملية السلام من ركود طويل.
التزام الدول العربية والإسلامية والأوروبية
وأشار بن فرحان إلى أن التحالف الدولي لدعم حل الدولتين يضم دولًا عربية وإسلامية وأوروبية، مما يشكل جبهة دولية موحدة لدعم القضية الفلسطينية. وأعرب عن تطلع السعودية إلى انضمام المزيد من الدول إلى هذا التحالف من أجل الدفع بمسار السلام نحو الأمام. وأوضح أن هذا التحالف ليس موجهًا ضد أي دولة، بل هو مبادرة تهدف إلى تحقيق العدالة والسلام، داعيًا جميع الأطراف للمساهمة في إنهاء الصراع وحفظ الأمن والسلم الدوليين.
توقيت حساس وسط تصاعد التوترات في المنطقة
جاء إعلان التحالف في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات، لا سيما مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، والعمليات العسكرية التي استهدفت قيادات حزب الله. ويعكس هذا التوقيت حاجة ملحة لخطوات دبلوماسية جريئة قادرة على إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة، في وقت تتفاقم فيه الأزمات الإقليمية.
كما يتزامن إعلان التحالف مع الجهود المستمرة التي تقودها المملكة لإحلال الاستقرار في المنطقة، من خلال تعزيز دورها في الأروقة الدبلوماسية الدولية وتوجيه الأنظار إلى أهمية حل القضية الفلسطينية كركيزة أساسية لأي سلام دائم في الشرق الأوسط.
السعودية تدعو المجتمع الدولي للانضمام إلى التحالف
خلال خطابه، وجه بن فرحان دعوة مفتوحة إلى جميع الدول للانضمام إلى التحالف، مؤكدًا أن السعودية وشركاءها سيبذلون قصارى جهودهم لتحقيق مسار موثوق لا رجعة فيه نحو سلام عادل وشامل. كما أعرب عن تفاؤله بأن هذه المبادرة ستساهم في كسر الجمود الحالي في عملية السلام، معربًا عن أمله في أن تكون هذه الخطوة بداية جديدة لحل النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني.
هل ينجح التحالف الدولي في تغيير المعادلة؟
يبقى السؤال المهم هو: هل سيتمكن هذا التحالف من تحقيق الأهداف التي يطمح إليها؟ في ظل الرفض الإسرائيلي المستمر لحل الدولتين، ومع غياب الولايات المتحدة عن هذه المبادرة، يواجه التحالف تحديات كبيرة. ومع ذلك، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة جريئة من السعودية لإعادة إحياء المسار الدبلوماسي للقضية الفلسطينية، وخلق ضغط دولي متزايد على إسرائيل للقبول بحل الدولتين كجزء من عملية سلام شاملة.