لبنان في حداد.. تعليق شامل للدراسة بعد تفجيرات البايجر المميتة
ADVERTISEMENT
أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الدكتور عباس الحلبي، عن تعليق شامل للدراسة في المدارس والجامعات الرسمية والخاصة، بما في ذلك الجامعة اللبنانية، يوم الأربعاء، في أعقاب سلسلة تفجيرات متزامنة استهدفت أجهزة الاتصال "البيجر" المحمولة في مناطق عدة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
خلفية القرار: الرد على العدوان الإسرائيلي
صدر هذا القرار إثر الاعتداء الإسرائيلي الذي وقع يوم الثلاثاء، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات، وسط تقارير تؤكد أن إسرائيل استخدمت تقنيات تكنولوجية متطورة لاختراق أجهزة الاتصال التي يستخدمها مقاتلو حزب الله. وجاءت التفجيرات متزامنة في عدة مناطق رئيسية، أبرزها الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلي النهري، ورياق.
في بيان صحفي، أكد الوزير الحلبي أن القرار يأتي كإجراء تضامني واستنكارًا للجريمة "الإجرامية التي اقترفها العدو الإسرائيلي"، والتي طالت مواطنين أبرياء وتسببت في سقوط شهداء وجرحى بالعشرات.
تفاصيل الهجوم: تفجيرات غير مسبوقة
وقعت التفجيرات عندما اخترقت إسرائيل أجهزة البيجر المستخدمة من قبل عناصر حزب الله في مواقع مختلفة من لبنان. وفقًا لتقارير محلية، تم تفعيل هذه الأجهزة عن بُعد باستخدام إشارات لاسلكية متطورة، مما أدى إلى تفجيرات متزامنة أسفرت عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص. الهجوم يعتبر غير مسبوق من حيث الأسلوب والطبيعة التكنولوجية المستخدمة، ما أثار صدمة كبيرة في الأوساط اللبنانية.
ردود الفعل الرسمية والشعبية
أدان حزب الله اللبناني هذا العدوان، مؤكدًا أن إسرائيل استخدمت وسائل تكنولوجية لاستهداف أجهزة الاتصال التي تُعتبر جزءًا من الأنظمة اللوجستية المستخدمة داخل الحزب. وأصدر الحزب بيانًا أكد فيه أنه "سيتم الرد على هذه الجريمة في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أن التحقيقات جارية لكشف المزيد من التفاصيل حول طبيعة الاختراق التقني وكيفية حدوث التفجيرات المتزامنة.
من جانبه، أعلنت الحكومة اللبنانية عن تحرك دبلوماسي على المستوى الدولي، حيث بدأت باتصالات مكثفة مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي ووقف التصعيد الإسرائيلي. كما دعت الحكومة مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات هذا الهجوم.
تضامن وطني واسع
تفاعل الشارع اللبناني مع الحادثة بحزن وغضب، حيث نظم المواطنون وقفات تضامنية في عدة مدن لبنانية، مؤكدين رفضهم لما وصفوه بـ"العدوان السافر على لبنان". كما دعت النقابات المهنية والتعليمية إلى الوقوف مع الأسر المتضررة وتقديم الدعم للمصابين.
المستشفيات اللبنانية أعلنت حالة الطوارئ، حيث امتلأت بأعداد كبيرة من الجرحى، بعضهم في حالات حرجة. ووجهت وزارة الصحة نداءات للمواطنين للتبرع بالدم، استجابة للأزمة الصحية التي خلفها الهجوم.
تعليق الدراسة: قرار حتمي في مواجهة الأزمة
في ضوء التصعيد، جاء قرار تعليق الدراسة كجزء من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة لمواجهة الوضع. وأوضح الوزير الحلبي أن هذا الإجراء يهدف إلى حماية الطلاب والعاملين في القطاع التعليمي، وضمان سلامتهم في ظل الظروف الأمنية المتوترة.
وفي حديث للوكالات، شدد الوزير على أن وزارة التربية في حالة استنفار قصوى لمتابعة الأوضاع، مشيرًا إلى أن تعليق الدراسة هو إجراء أولي سيتبعه خطوات أخرى بناءً على التطورات الأمنية.