عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

انفجارات البيجر..كيف استغلت إسرائيل تكنولوجيا الإتصال القديمة لضرب حزب الله؟

تكنولوجيا الإتصال
تكنولوجيا الإتصال القديمة لحزب الله

أعلنت تقارير إعلامية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر حزب الله اللبناني نتيجة سلسلة من التفجيرات التي طالت أجهزة البيجر المستخدمة من قبل الحزب كجزء من إجراءاته الاحترازية لتجنب المراقبة الإسرائيلية المتطورة. يأتي هذا الحادث بعد أن تبنى حزب الله هذه التقنية القديمة ظناً منه أنها ستكون حصناً ضد التجسس الإسرائيلي، لكن يبدو أن التكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها إسرائيل استطاعت تحويل هذه الأجهزة إلى وسيلة لتوجيه ضربات مميتة لعناصر الحزب.

عودة البيجر: إجراء تكتيكي لمواجهة التجسس

في محاولة للتغلب على قدرات المراقبة الإسرائيلية، لجأ حزب الله منذ يوليو/تموز الماضي إلى استخدام تقنيات اتصالات قديمة مثل البيجر وأجهزة الاتصالات اللاسلكية التقليدية. يُعتقد أن الحزب اختار هذه الوسائل للتغلب على قدرة إسرائيل على تعقب وتحديد مواقع الهواتف النقالة التي يُستخدمها عادةً في المعارك.

البيجر، جهاز يعود تاريخه إلى السبعينيات والثمانينيات، يستخدم لإرسال رسائل قصيرة عبر إشارات راديوية إلى مستلم محدد. في فترة ما قبل انتشار الهواتف الذكية، كان البيجر أداة أساسية في القطاعات الطبية والعسكرية. لكن مع تطور وسائل الاتصال الحديثة، تراجع استخدامه لصالح الهواتف النقالة. إلا أن حزب الله، في مواجهة التجسس الإسرائيلي المتقدم، أعاد هذه الأجهزة إلى ساحة المعركة.
 

استهداف البيجر: تفوق إسرائيلي تقني

رغم أن حزب الله اتخذ هذه الخطوة للاختفاء عن الرادار التكنولوجي الإسرائيلي، إلا أن إسرائيل استغلت هذه العودة للتقنيات القديمة لصالحها. تقارير من وسائل إعلام عدة أفادت بأن إسرائيل استخدمت تقنيات متطورة لاختراق نظام البيجر واستهداف العناصر التي تستخدمه، مما أدى إلى سلسلة تفجيرات متزامنة في عدة مواقع بلبنان، من بينها الضاحية الجنوبية، النبطية، والبقاع.
 

انفجار جهاز البيجر 

التقارير تشير إلى أن إسرائيل تمكنت من تدمير هذه الأجهزة باستخدام إشارات تشويش وتقنيات اختراق متقدمة، ما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر حزب الله، وإصابة أكثر من 70 شخصًا في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مواقعهم.

تأثير التفجيرات على ساحة المعركة

تأتي هذه التفجيرات في ظل التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، والتي زادت حدة خلال الأشهر الأخيرة. إذ يبدو أن حزب الله يحاول التأقلم مع الظروف الأمنية والتكنولوجية الجديدة التي فرضتها إسرائيل، لكن هذه المحاولة لا تزال تواجه تحديات كبيرة. فقد أدى اعتماد الحزب على التكنولوجيا القديمة إلى سقوط ضحايا نتيجة لاستخدام إسرائيل لتقنياتها المتطورة في الحرب الإلكترونية.

السياق التاريخي: البيجر في عالم الاتصالات

يعتبر جهاز البيجر أحد أقدم وسائل الاتصال اللاسلكي، الذي كان يُستخدم بشكل رئيسي في القطاعين العسكري والطبي. وكانت الفكرة وراء استخدامه هي القدرة على إرسال إشارات قصيرة أو تنبيهات في الأماكن التي قد لا تصل إليها شبكات الهواتف النقالة. لكن مع تطور التكنولوجيا، أصبحت هذه الأجهزة عفا عليها الزمن إلى حد كبير، خاصة مع ظهور الهواتف الذكية وتقنيات الجيل الرابع والخامس.

لكن، إعادة استخدام هذه التقنية في ساحة المعركة جاء نتيجة لاعتقاد الحزب بأن الهواتف الذكية أصبحت أداة سهلة للاختراق، مما دفعه للعودة إلى الوسائل التقليدية. إلا أن إسرائيل تمكنت من استغلال هذه التقنية ضد حزب الله، وحولت البيجر إلى أداة قاتلة.

تابع موقع تحيا مصر علي