ما هو جهاز البيجر؟ وكيف استخدمته إسرائيل لاستهداف عناصر حزب الله؟
ADVERTISEMENT
على الرغم من أن جهاز البيجر قد بدا في التسعينيات كأداة اتصال أساسية للأطباء ورجال الأعمال، إلا أن هذا الجهاز الصغير عاد إلى ساحة المعركة في الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. استخدم الحزب هذه التقنية القديمة في محاولة لتجنب التجسس والمراقبة الإسرائيلية المتقدمة، لكن في تطور غير متوقع، تمكنت إسرائيل من اختراق هذه الأجهزة وتحويلها إلى أداة تدمير فعالة، مما أسفر عن سلسلة من التفجيرات أسقطت العشرات من عناصر حزب الله.
ما هو البيجر وكيف يعمل؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي بسيط ظهر لأول مرة في العشرينيات وتم تطويره بشكل كبير في الخمسينيات والستينيات ليصبح أداة شائعة للاستخدام الشخصي والمهني. يعتمد عمل البيجر على إرسال إشارات قصيرة عبر موجات راديوية من جهاز إرسال إلى جهاز الاستقبال (البيجر) الذي يلتقط الإشارة ويعرض رسالة نصية قصيرة أو رقمية. كان يستخدم على نطاق واسع في المستشفيات والخدمات الطارئة نظراً لموثوقيته العالية وسرعته في نقل الرسائل القصيرة، قبل أن يتم استبداله تدريجياً بالهواتف المحمولة في أوائل الألفية الجديدة.
كيف استخدم حزب الله البيجر في المعركة؟
في محاولة للتهرب من المراقبة الإسرائيلية المتطورة التي تعتمد على تقنيات تحديد المواقع وتتبع الهواتف المحمولة، لجأ حزب الله إلى استخدام أجهزة البيجر كوسيلة اتصال بديلة. يعتبر البيجر أقل عرضة للتتبع مقارنةً بالهواتف الذكية التي تعتمد على إشارات GPS أو شبكات الإنترنت اللاسلكية. بالإضافة إلى ذلك، اعتمد الحزب على شبكات اتصالات أرضية وسعاة لإيصال الرسائل شفهيًا في محاولة للابتعاد عن التكنولوجيا التي يسهل اختراقها.
تفجير البيجر: التكنولوجيا الحديثة تلاحق القديمة
رغم الحذر الذي اتخذه حزب الله في تبني تقنيات اتصالات قديمة، لم تكن هذه الإجراءات كافية لحمايته. تمكنت إسرائيل من استخدام تقنيات متطورة لاختراق أنظمة البيجر وتفجيرها عن بعد، ما أدى إلى مقتل عشرات من عناصر الحزب في هجمات متزامنة استهدفت مواقع متعددة في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية. يشير خبراء إلى أن إسرائيل استخدمت إشارات تداخل وتشويش لتفجير الأجهزة عن بُعد، مما يظهر تفوقًا تقنيًا في الحرب الإلكترونية.
هل ما زال البيجر يُستخدم اليوم؟
على الرغم من أن البيجر لم يعد يُستخدم على نطاق واسع في الحياة اليومية كما كان الحال في التسعينيات، إلا أنه لا يزال يُعتمد عليه في بعض القطاعات الحيوية مثل المستشفيات وخدمات الطوارئ بسبب موثوقيته العالية في ظل الظروف الطارئة. كما لا يزال يلعب دورًا مهمًا في بعض المناطق الجغرافية التي تعاني من ضعف أو غياب تغطية شبكات الهواتف المحمولة.
الصراع التكنولوجي بين حزب الله وإسرائيل
تستمر المعركة التكنولوجية بين إسرائيل وحزب الله في التطور، مع اعتماد كل طرف على أحدث الابتكارات للتفوق على الآخر. وفي حين أن البيجر كان يُعتقد أنه وسيلة اتصال آمنة، إلا أن تفجيرات البيجر في صفوف حزب الله تُظهر أن التكنولوجيا الحديثة قادرة على تحويل حتى أكثر الأدوات بساطة إلى أسلحة فتاكة.