عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل تخطط إيران لإغراق إسرائيل في حروب استنزاف؟ فورين بوليسي تحذر من فخ طهران

هل تخطط إيران لإغراق
هل تخطط إيران لإغراق إسرائيل في حروب استنزاف؟

نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرًا تحليليًا حذر من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل نحو فخ معقد نصبته إيران وحلفاؤها، وخاصة حزب الله. ووفقًا للمجلة، تعتمد إيران على استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى إبقاء إسرائيل تحت ضغط مستمر، وإجبارها على خوض حروب استنزاف على عدة جبهات، وهو ما يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تتجاوب معه دون أن تدرك العواقب طويلة الأمد.

إستراتيجية إيرانية لاستنزاف إسرائيل

ترتكز إستراتيجية إيران على فرضية مفادها أن الإسرائيليين لن يستطيعوا الصمود تحت وطأة التهديدات العسكرية المتكررة. يتبنى كل من علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، رؤية تقوم على أن الضغط العسكري المستمر على إسرائيل سيؤدي إلى "الهجرة العكسية" للإسرائيليين، مما يعني – بحسب خامنئي – النهاية الحتمية للدولة العبرية.

هذه الاستراتيجية تتجلى في تشتيت القوات الإسرائيلية على جبهات متعددة: في غزة، وعلى الحدود الشمالية مع لبنان، وفي الضفة الغربية. بعبارة أخرى، إيران تسعى إلى إغراق إسرائيل في صراعات متزامنة، مما يجعلها في وضع دفاعي دائم ومنهك على المستويين العسكري والسياسي.
 

علما إيران و إسرائيل 

تصاعد المواجهات بعد اغتيالات بارزة

تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران بعد أن قامت إسرائيل بتنفيذ سلسلة من الاغتيالات استهدفت قيادات بارزة في حزب الله وحركة حماس، بما في ذلك اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر من حزب الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران. ورغم تهديد كل من خامنئي ونصر الله بالرد القاسي، إلا أن الردود العسكرية حتى الآن كانت محسوبة لتجنب تصعيد واسع.

مواجهة على جبهات متعددة: استراتيجية إيران طويلة الأمد

تشير المجلة إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية تسهم بشكل غير مباشر في نجاح الاستراتيجية الإيرانية. ففي غزة، تخوض إسرائيل حرب استنزاف مستمرة، كما أنها تواجه تهديدات متزايدة على الحدود الشمالية مع حزب الله في لبنان. وفي الوقت نفسه، تجد إسرائيل نفسها مضطرة للتعامل مع تصاعد العنف في الضفة الغربية.
 

تعتبر فورين بوليسي أن هذه المواجهات المتزامنة تصب في مصلحة إيران، التي تسعى إلى إبقاء إسرائيل في حالة من الاستنزاف المستمر. هذا لا يعني، وفقًا للمجلة، أن إسرائيل بحاجة إلى خوض حرب شاملة مع حزب الله أو إيران، لكنها بالتأكيد تحتاج إلى استراتيجية جديدة لمواجهة هذا التحدي المتنامي.

حلول مقترحة لتفادي الفخ الإيراني

تدعو المجلة الأمريكية إلى ضرورة تغيير النهج الإسرائيلي. أحد أهم الخطوات التي تقترحها المجلة هو إنهاء الصراع في غزة، وذلك عبر اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما تعمل عليه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. إذا فشلت هذه المساعي، فإن إسرائيل قد تجد نفسها مضطرة إلى إنهاء الحرب بطريقة تتيح لنتنياهو إعلان النجاح، وذلك من خلال تفكيك البنية العسكرية لحماس وتدمير جزء كبير من أسلحتها وبنيتها التحتية.
 

التوترات بين إسرائيل وإيران (االعربية)

التركيز على الحدود الشمالية

بعد إنهاء حرب غزة، يمكن لإسرائيل توجيه اهتمامها إلى الحدود الشمالية مع لبنان. ورغم أن نصر الله قد أشار إلى استعداده لوقف الهجمات إذا تحقق وقف لإطلاق النار في غزة، فإن التوترات في الجنوب اللبناني لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا. استمرار الحرب في الشمال ليس في مصلحة حزب الله الذي دفع ثمنًا باهظًا نتيجة للمعارك السابقة، إذ اضطر أكثر من 100 ألف لبناني إلى مغادرة منازلهم.

الضفة الغربية: الخطر الثالث

في الضفة الغربية، ترى المجلة أن إسرائيل يجب أن تتبنى سياسات أكثر حكمة. بدلاً من اتباع سياسة عقابية، تحتاج إسرائيل إلى معالجة الأزمات الاقتصادية التي تستغلها إيران للتأثير على الفلسطينيين. ذلك يشمل السماح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل لتخفيف معدلات البطالة والضغوط الاقتصادية. في نفس الوقت، يجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد عنف المستوطنين الذي يزيد من تعقيد الأوضاع.

ضرورة تدخل أمريكي أقوى

أخيرًا، تقترح المجلة أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ موقفًا أكثر وضوحًا لدعم إسرائيل في مواجهة حزب الله. يجب على نصر الله أن يدرك أن أي انتهاك للاتفاقيات سيقابل برد قوي من واشنطن، خاصة وأن حزب الله ليس مستعدًا للتضحية بمواقعه الحالية في لبنان لصالح التصعيد مع إسرائيل.

تابع موقع تحيا مصر علي