فيضانات كارثية تضرب وسط أوروبا..مشاهد دمار وإجلاء جماعي للسكان بالألاف

شهدت وسط أوروبا موجة من الفيضانات الكارثية التي أودت بحياة عدد من الأشخاص وأجبرت الآلاف على إخلاء منازلهم في كل من بولندا، التشيك، والنمسا. الأمطار الغزيرة، التي استمرت لأيام، تسببت في ارتفاع منسوب الأنهار إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى غمر المدن والبلدات بالمياه وتدمير الممتلكات. السلطات أعلنت حالة الطوارئ في عدة مناطق، فيما تتوقع الأرصاد الجوية استمرار سوء الأحوال الجوية، مما يزيد من خطورة الوضع.

مقتل شخصين وإعلان حالة الطوارئ في النمسا وبولندا

في بولندا، أدت الفيضانات إلى مقتل شخص غرقًا بعدما جرفت المياه سيارته في منطقة جنوب غربي البلاد، فيما أعلنت السلطات المحلية إجلاء نحو 1600 شخص من المناطق المتضررة. في النمسا، تعرضت ولاية النمسا السفلى لموجة فيضانات عنيفة تسببت في وفاة أحد رجال الإطفاء أثناء مشاركته في عمليات الإنقاذ. وقد أعلنت الولاية، التي تقع على حدود التشيك وسلوفاكيا، منطقة كوارث طبيعية مع استمرار جهود الإغاثة للسيطرة على الوضع.
 

التشيك تواجه أسوأ فيضانات منذ 30 عامًا

تعتبر جمهورية التشيك من بين الدول الأكثر تضررًا، حيث أغلقت السلطات العديد من الطرق السريعة وأجلت نحو 1900 شخص من المناطق الحدودية. وتعرضت عدة بلدات لأضرار جسيمة مع ارتفاع منسوب الأنهار، لتصل الفيضانات إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ ما يقرب من 30 عامًا. وقد وصف السكان في المناطق المتضررة الوضع بأنه "أسوأ من أي فيضانات شهدوها من قبل"، مع تصاعد التحذيرات من استمرار الأمطار الغزيرة اليوم وغدًا.
 

السيول تبتلع المنازل والطرق: الجزائر والمغرب في مواجهة كارثة بيئية جديدة

المدينة المنورة بين السيول والرياح..تحديات جديدة في مواجهة الطبيعة

وزير الري: رفع درجة الاستعداد بين أجهزة الوزارة لضمان قدرة مخرات السيول

كارثة تضرب بولندا: ارتفاع منسوب الأنهار يهدد المدن التاريخية

في بولندا، بلدة كلودسكو التاريخية التي يبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة، كانت من بين المناطق الأكثر تضررًا. غمرت المياه أجزاء كبيرة من البلدة، حيث فاق منسوب المياه المستوى الذي شهدته البلاد خلال فيضانات عام 1997، التي أودت بحياة 56 شخصًا. وأعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أن الوضع "مأساوي للغاية"، داعيًا السكان إلى التعاون مع خدمات الإنقاذ التي تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل الظروف الصعبة.
 

رومانيا تتعرض لفيضانات مماثلة: العثور على قتلى واستمرار الأمطار

كما تضررت رومانيا من الفيضانات العارمة، حيث عُثر على أربعة قتلى يوم السبت جراء الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المنطقة على مدى الأيام القليلة الماضية. الأنهار فاضت عن مسارها، مما تسبب في إغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، بينما تواصل فرق الإنقاذ جهودها للوصول إلى المناطق المتضررة. وقد دعت السلطات المواطنين إلى الابتعاد عن المناطق المنخفضة تحسبًا لمزيد من الفيضانات.

توقعات بمزيد من الأمطار: السلطات تحذر من تفاقم الكارثة

تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرار هطول الأمطار بغزارة خلال اليومين القادمين، ما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الحالي. وقد دعت السلطات في بولندا والنمسا والتشيك السكان إلى الالتزام بتعليمات السلامة وتجنب المناطق المنخفضة والمجاورة للأنهار. في الوقت الذي تواصل فيه فرق الإطفاء والإنقاذ العمل على مدار الساعة للتعامل مع تداعيات الفيضانات.