عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل تجرؤ أوكرانيا على ضرب العمق الروسي؟ صواريخ بعيدة المدى قد تشعل الحرب

زيلينسكي وبوتين
زيلينسكي وبوتين

منذ شهور، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواصل طلباته الملحة لحلفائه الغربيين للحصول على صواريخ بعيدة المدى، وخاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا. يسعى زيلينسكي إلى تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية من خلال صواريخ ATACMS الأميركية و"ستورم شادو" البريطانية، بهدف تنفيذ ضربات عميقة داخل روسيا، في محاولة لتغيير مسار الحرب التي دخلت شهرها العشرين. ومع ذلك، فإن تردد الغرب خوفاً من التصعيد الإقليمي يجعل الحصول على هذه الصواريخ أمرًا معقدًا.

ما هي الأهداف التي يريد زيلينسكي ضربها في العمق الروسي؟

بحسب ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية وأمنية، فإن أوكرانيا قد قدمت قائمة بأهداف استراتيجية داخل روسيا ترغب في ضربها باستخدام الصواريخ بعيدة المدى. هذه الأهداف تشمل مراكز القيادة والسيطرة العسكرية، ومستودعات الوقود والأسلحة التي تعد شريان الحياة للعمليات العسكرية الروسية. إذا تم تنفيذ هذه الضربات، قد يتسبب ذلك في تعطيل العمليات الروسية وتقليص الدعم اللوجستي للجبهات الأمامية.

صواريخ بعيدة المدى لتعزيز القدرات الدفاعية والهجومية الأوكرانية

تعد صواريخ ATACMS الأميركية وصواريخ "ستورم شادو" البريطانية المفتاح الرئيسي لتحقيق الأهداف العسكرية الأوكرانية. تصل صواريخ ATACMS إلى مدى 300 كيلومتر، مما يتيح لأوكرانيا استهداف قواعد جوية ومنشآت عسكرية روسية. وفي الوقت نفسه، تم تصميم صواريخ "ستورم شادو" بمدى يصل إلى 250 كيلومتراً، وهي مثالية لضرب المنشآت المحصنة والمخازن العسكرية. ويعول زيلينسكي على هذه الصواريخ في قلب موازين القوى الميدانية.
 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

التفوق الجوي الروسي قد يحد من فعالية الهجمات الصاروخية

على الرغم من الفوائد المحتملة للصواريخ بعيدة المدى، تواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في استهداف الطائرات الروسية. بحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن 90% من الطائرات الروسية التي تشكل تهديداً كبيراً لأوكرانيا تتمركز في مطارات تبعد أكثر من 300 كيلومتر عن الأراضي الأوكرانية. هذه الطائرات تطلق القنابل الانزلاقية، وهي واحدة من أقوى الأسلحة التي استخدمتها روسيا في هجماتها ضد المدن الأوكرانية، مما يجعل ضربها صعبًا باستخدام الصواريخ الحالية.
 

الغرب متردد: لماذا لا تمنح أميركا وبريطانيا الضوء الأخضر؟

التردد الغربي في تسليم الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا يعود إلى مخاوف من التصعيد الروسي. فقد حذرت وكالات المخابرات الأميركية من أن موسكو قد ترد على أي ضربات أوكرانية للداخل الروسي من خلال تنفيذ هجمات في مناطق أخرى، بما في ذلك سوريا والعراق، حيث توجد قوات أميركية. تخشى واشنطن ولندن أن يؤدي ذلك إلى اتساع نطاق الصراع إلى مناطق جديدة، ما يهدد استقرار الشرق الأوسط ويزيد من تعقيد الوضع الجيوسياسي.

زيلينسكي بين نار الحرب وضغط الحلفاء: هل تتغير المعادلة؟

إذا وافق الغرب على تزويد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى، فقد يشهد الصراع تصعيداً حاداً. من المحتمل أن تنفذ أوكرانيا ضربات قوية على المنشآت الروسية، ما سيؤدي إلى رد فعل روسي عنيف في أوكرانيا أو في مناطق أخرى. ولكن إذا استمر التردد الغربي، فقد تجد كييف نفسها مضطرة للبحث عن خيارات بديلة لتحسين موقفها العسكري. في كلتا الحالتين، سيظل مصير الحرب مرتبطاً بتطورات الدعم الغربي وقدرة أوكرانيا على مواجهة التحديات الميدانية.

تابع موقع تحيا مصر علي