عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية.. غارات إسرائيلية وهجمات بطائرات مسيرة من حزب الله

غارات إسرائيلية على
غارات إسرائيلية على مناطق جنوب لبنان

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، شهدت الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية تصعيدًا خطيرًا مع تبادل الغارات الجوية والهجمات بالطائرات المسيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله. يأتي هذا التصعيد في سياق حرب مستمرة منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، وسط تعقيدات سياسية وعسكرية تزيد من حدة الوضع القائم. التقرير التالي يسلط الضوء على أبرز التطورات والأبعاد المحتملة لهذا الصراع المتجدد.

غارات إسرائيلية مكثفة على الجنوب والبقاع: أهداف عسكرية وحسابات سياسية

شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية على مناطق في الجنوب اللبناني والبقاع، مستهدفة شاحنات وأهداف عسكرية يُعتقد أنها تابعة لحزب الله. وبحسب مصادر أمنية لبنانية، استهدفت إحدى الغارات شاحنة محملة بالذخائر في منطقة البقاع الشمالي، مما أدى إلى انفجارات عنيفة جراء احتراق الذخائر. يُفسر هذا الهجوم كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تقويض القدرات العسكرية لحزب الله وتقليص نفوذه في المنطقة.

الرد من حزب الله: الطائرات المسيرة تدخل المعركة

لم يتأخر رد حزب الله على الغارات الإسرائيلية، حيث أعلن عن هجوم بطائرات مسيرة انقضاضية على مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى. استهدفت الهجمات تجهيزات تجسسية في محيط ثكنة دوفيف، مما أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي. هذه الهجمات تعكس تطورًا في تكتيكات حزب الله، حيث بات يعتمد بشكل متزايد على الطائرات المسيرة في عملياته، ما يعزز من قدرته على مفاجأة القوات الإسرائيلية وإرباكها.
 

التوتر يمتد إلى سوريا: قصف إسرائيلي يستهدف مواقع في القنيطرة والزبداني

امتد التصعيد إلى الجانب السوري من الجبهة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية مواقع في مدينة القنيطرة السورية، إضافة إلى استهداف سيارة في منطقة الزبداني قرب الحدود السورية اللبنانية. هذا الهجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، ويعكس تعقيد المشهد العسكري في المنطقة، حيث تتداخل ساحات المعركة بين لبنان وسوريا، ويصبح من الصعب الفصل بين الجبهات المتعددة التي يتعامل معها كل طرف.

الأبعاد الإنسانية: مدنيون بين المطرقة والسندان

مع استمرار الغارات والهجمات، يدفع المدنيون في لبنان ثمنًا باهظًا. فقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن إصابة أربعة أشخاص في غارتين إسرائيليتين استهدفتا بلدتي المجادل وشيحين في قضاء صور جنوب لبنان. إلى جانب ذلك، تسبب القصف المدفعي الإسرائيلي بإشعال حرائق في مناطق زراعية، مما يزيد من معاناة السكان ويعقد من جهود الإغاثة.

 نحو تصعيد أوسع أم احتواء مؤقت؟

يطرح التصعيد الأخير تساؤلات حول مستقبل الصراع على الجبهة اللبنانية-الإسرائيلية. فبينما تواصل إسرائيل استهداف قدرات حزب الله العسكرية، يرد الأخير بهجمات دقيقة تستهدف العمق الإسرائيلي. هذا التبادل المستمر يثير مخاوف من انزلاق الوضع إلى مواجهة أوسع قد تشمل ساحات جديدة، خصوصًا في ظل غياب أي جهود دبلوماسية فعالة لاحتواء الأزمة. في الوقت نفسه، يتزايد الضغط الدولي، لا سيما من الولايات المتحدة، لإنهاء التصعيد وفتح قنوات للحوار، لكن يبقى السؤال: هل ستتمكن الأطراف المعنية من تجنب الانفجار الكامل؟

تابع موقع تحيا مصر علي