عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

"مصائب قوم عند قوم فوائد".. كيف يستفيد حزب الله من أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان؟

لبنان
لبنان

يعد انقطاع التيار الكهربائي من أبرز القضايا التي تعاني منها الدولة اللبنانية،  حيث شهدت البلاد خلال الأيام الماضية ظلام دامس بعد ما أعلنت الحكومة بشكل رسمي بانقطاع كامل للكهرباء عن الدولة بسبب نفاد الوقود، وسرعان ما تدخلت الجزائر لتقديم العون وأعلن رئيس الوزراء الجزائري نذير العرباوي أمس خلال مكالمة هاتفية مع نظيره اللبناني بأن بلاده سترسل كميات من الوقود لإعادة تشغيل محطات الطاقة. 

أزمة انقطاع الكهرباء تثقل الدين العام للدولة اللبنانية

ويعتبر قطاع الكهرباء من المصادر الرئيسية التي تُثقل الدين العام للبلاد، حيث يشكل هذا القطاع نحو نصف الدين العام، أي ما يعادل حوالي 40 مليار دولار، وتعكس هذه الأرقام حجم الأزمة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني، بحسب البنك الدولي.

انقطاع الكهرباء أزمة تثقل الدين العام للدولة اللبنانية

ومنذ عام 2019، زادت حدة الأزمة حيث كان ينقطع التيار الكهربائي عن البلاد في فترات تتراوح بين 10 و12 ساعة يوميًا، لكن هذه الانقطاعات زادت بشكل كبير لتصل إلى حوالي 22 ساعة يوميًا في عام 2020. وحاليًا، تتراوح فترة الانقطاع بين 15 و20 ساعة يوميًا.

ومع استمرار الأزمة وتضرر المواطنين، كشفت صحيفة عبرية أن حزب الله هو المستفيد من انقطاع الكهرباء عن البلاد ويتربح مكاسب من هذه الأزمة التى تشهدها الدولة الغارقة في وحل من الأزمات سواء السياسية وضبابية المشهد السياسي ومنغمسة في الطائفية، أو أمنية واستمرار حزب الله في شن هجماته على إسرائيل للضغط عليها لوقف الحرب على قطاع غزة. 

حزب الله المستفيد الأول من أزمة انقطاع الكهرباء

صحيفة "كلكلست" الاقتصادية العبرية كشفت أن حزب الله هو المستفيد الأول من أزمة الكهرباء التى تشهدها لبنان، حيث أن عدم قدرة الإدارة اللبنانية على توفير الكهرباء أدى إلى خلق بدائل من خلال استخدام المولدات الخاصة، يدفع مشتركوها نحو 2.5 مليار دولار بشكل سنوي ويذهب معظمها إلى حزب الله. 

وكان وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، أعلن أن شحنة من الوقود ستصل إلى البلاد في 24 أغسطس المقبل الأمر الذي يؤدي بدوره إلى استئناف محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء اللبنانية. 

كما أشارت الصحيفة العبرية إلى أنه على الرغم من أن الحكومة اللبنانية ضخت مليارات الدولارات في الشركة خلال 30 عام الماضية، إلا أنها تراكمت على شركة الكهرباء ما متوسطه 1.5 مليار دولار من الديون سنوياً خلال السنوات الماضية، ويرجع سبب هذه المشكلة  إلى الطائفية التى تشهدها الدولة حيث تواجه الشركة صعوبة في التحصيل لأنه في معقل حزب الله بجنوب لبنان، ولا يسمح لمفتشي الشركة بتحصيل وبسبب ذلك فإن شركة الكهرباء في لبنان مسؤولة حالياً عن توفير نحو 40% من الدين العام  في لبنان.

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله 

تجارة المولدات وتربح حزب الله من انقطاع الكهرباء

كما أشار التقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية إلى أنه بسبب فشل الدولة اللبنانية في حل هذه المشكلة، فتم إنشاء السوق بدائل في شكل مولدات يستخدمها رجال الأعمال في القطاع الخاص وفي السنوات الأخيرة بدأت زيادة استخدام الألواح الشمسية.

موضحاً أن من يجني أموال من تجارة المولدات هم في الأساس أشخاص مرتبطون بحزب الله أما في القرى الجنوبية فمعظمهم من الطائفة الشيعية المقربين من حركة "أمل". 
وبحسب الصحيفة العبرية فاستخدام المولدات يتم بطريقتين في لبنان الأولى من خلال المجلس المحلي الذي يتولى مسؤولية توفير الكهرباء للمنازل عبر المولدات والاتصال بالموردين، وبعد التوصيل يقوم المجلس بتحصيل الدفعات من المستهلكين، وتحويلها إلى موردي الكهرباء.

أما الطريقة الثانية، فهي التعاقد الخاص، ويكون مع أسرة أو مصنع، للحصول على الكهرباء من خلال المولدات. 

وبسبب أزمة انقطاع الكهرباء واعتماد المواطنين على المولدات، فأصبحت الحكومة نفسها تنشر بين الحين والآخر تحديثاً للأسعار "الموصى بها" لجمع الكهرباء المنتجة من المولدات.

ووفق التقديرات في لبنان، فإن مستهلكي الكهرباء من المولدات يدفعون للموردين نحو 2.5 مليار دولار سنوياً، هذا المبلغ ينتهي (أغلبه) في خزائن حزب الله.

تابع موقع تحيا مصر علي