لماذا لا تقوم المشروبات الباردة بتبريد الجسم في الصيف؟

في ظل حرارة الصيف الشديدة في، من الطبيعي أن نلجأ إلى تناول مشروب بارد لتبريد أجسامنا، ويبدو أن المشروبات الغازية أو المثلجة الباردة هي العلاج الأمثل لمكافحة ارتفاع درجات الحرارة ولكن على عكس الاعتقاد السائد، قد لا تكون هذه المشروبات الباردة فعالة في خفض درجة حرارة الجسم كما تعتقد.

تسلط كالبانا جوبتا، أخصائية التغذية السريرية في مستشفى ماكس سوبر التخصصي في ساكيت، دلهي، الضوء على الحقيقة المذهلة وراء فشل المشروبات الباردة في تبريدك وما يجب عليك اختياره بدلاً من ذلك حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

مشروب ساخن يحميك من السرطان والقلب

انتظار نتيجة الثانوية العامة .. مشروب يخفف من حدة التوتر

وتوضح جوبتا: "عندما تستهلك مشروبًا باردًا، وخاصة إذا كان شديد البرودة، فإن الاستجابة الفورية لجسمك هي الحفاظ على درجة حرارته الأساسية، وعندما تستهلك مشروبًا باردًا، يدرك الجسم هذا الانخفاض المفاجئ في درجة الحرارة ويتفاعل من خلال محاولة مواجهته".

يمكن للمشروبات الباردة أن تخلق إحساسًا مؤقتًا بالبرودة في الفم والحلق. وذلك لأن المستقبلات الحساسة للبرودة يتم تحفيزها، مما يخلق وهمًا بالتبريد. ومع ذلك، فإن هذا الإحساس لا يترجم إلى انخفاض كبير في درجة حرارة الجسم الأساسية.

يقول جوبتا: "إن الإحساس بالبرودة قصير الأمد ويؤثر في المقام الأول على سطح الفم والحلق فقط، ولا يؤثر بشكل كبير على درجة حرارة الجسم الإجمالية".

تحظى المشروبات الغازية الباردة، والتي يشار إليها غالبًا باسم المشروبات الباردة، بشعبية كبيرة، وتتسبب هذه المشروبات في إضافة عامل آخر: ثاني أكسيد الكربون، يمكن أن يتسبب ثاني أكسيد الكربون الموجود في المشروبات الغازية في الانتفاخ وعدم الراحة، مما قد يؤدي إلى زيادة الشعور بالحرارة أثناء تعامل جسمك مع عملية الهضم.

هل المشروبات الغازية تساعد على تبريد الجسم؟

ويشير جوبتا إلى أن "المشروبات الغازية قد تجعلك تشعر بمزيد من الانتفاخ وعدم الراحة. ومن المفارقات أن هذا الانزعاج قد يجعلك تشعر بارتفاع درجة الحرارة وليس البرودة".

بالإضافة إلى ذلك، يوفر المحتوى العالي من السكر في المشروبات الغازية مصدرًا سريعًا للطاقة يمكنه تعزيز عملية التمثيل الغذائي مؤقتًا، مما يؤدي إلى توليد المزيد من الحرارة الداخلية. 

ويضيف جوبتا: "يمكن أن يتسبب السكر الموجود في هذه المشروبات في ارتفاع مفاجئ في الطاقة والتمثيل الغذائي، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة إنتاج الحرارة الداخلية".

في حين أن المشروبات الباردة تمنح إحساسًا قصيرًا بالبرودة ويمكن أن تكون منعشة، إلا أنها لا تبرد الجسم بشكل كبير. وللتبريد الفعال، وخاصة في الطقس الحار أو أثناء النشاط البدني، فمن الأفضل الاعتماد على طرق مثل الترطيب المناسب بالسوائل ذات درجة الحرارة المعتدلة.

وينصح جوبتا قائلاً: "الماء العادي والشاي الأخضر واللبن الرائب والماء بالليمون خيارات ممتازة للحفاظ على ترطيب الجسم والبرودة، تساعد هذه المشروبات في الحفاظ على ترطيب الجسم دون أن تتسبب في إجهاد الجسم بشكل أكبر لتنظيم درجة حرارته"