عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

بعد 10 أشهر من الحرب.. حماس تبلغ الوسطاء أنها مستعدة للتنازل عن السلطة في غزة

رئيس المكتب السياسي
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

بعد مرور 10 أشهر من الحرب المريرة في قطاع غزة، وجولات مكوكية من قبل الوسطاء الإقليميين والدوليين لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومحاولة إقناع كل من إسرائيل وحماس الجلوس على طاولة المفاوضات وإحياء هدنة جديدة يتنفس خلالها الفلسطينيين في المدينة المنكوبة نسيم "الأمن والهدوء" وأن كان مؤقت، عادت حماس التخفيض من شروطها الأساسية والتي لطالما أعلنت عن رفضها القاطع لها خلال المفاوضات وهو "التنازل عن السلطة" في غزة. 

كواليس مفاوضات هدنة غزة 

الجديد في كواليس المفاوضات، أن صحيفة "واشنطن بوست" كشفت عن مسؤول أميركي كبير أن “الإطار الصفقة تم الاتفاق عليه وأن الطرفين يتفاوضان الآن على تفاصيل كيفية تنفيذه.. ومن أجل التوصل إلى الاتفاق، كان مستشار الشرق الأوسط بريت ماكجورك ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام جيه بيرنز يتنقلان بين العواصم الإقليمية منذ نوفمبر”. 

إسماعيل هنية 

وبحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية واطلع عليه موقع تحيا مصر فرغم هذا التقدم، إلا أن الاتفاق النهائي ربما لا يكون وشيكًا، والتفاصيل معقدة وسوف تستغرق وقتًا طويلاً للعمل عليها.

دبلوماسية بايدن صانع السلام في الشرق الأوسط وداعم إسرائيل! 

وإذا تم التوصل إلى اتفاق نهائي، فسيكون ذلك بمثابة تصديق قوي على الدبلوماسية الصبورة للرئيس بايدن، والتي حاولت تحقيق التوازن بين دور أمريكا كصانع سلام في الشرق الأوسط والدعم العسكري القوي لإسرائيل. 

وكما هي الحال مع أغلب اتفاقيات السلام، فإن هذا الاتفاق يعكس جزئياً إرهاق الجانبين. فبعد  10 أشهر من الحرب، تريد إسرائيل إراحة قواتها والاستعداد للصراعات المحتملة مع إيران ووكلائها. 

ووفق لمسؤول أميركي، تعاني حماس  من نقص في الذخيرة والإمدادات. كما تواجه الحركة ضغوطاً متزايدة من المدنيين الفلسطينيين المنهكين، الذين يطالبون بشكل متزايد بهدنة.

وتتضمن الاتفاقية، حلاً للصراع على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى هي وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وخلال هذه المرحلة تفرج حماس عن 33 رهينة إسرائيلية، بما في ذلك جميع السجينات، وجميع الرجال فوق سن الخمسين وجميع الجرحى. وتفرج إسرائيل عن مئات الفلسطينيين من سجونها وتسحب قواتها من المناطق المكتظة بالسكان باتجاه الحدود الشرقية لقطاع غزة. كما تتدفق المساعدات الإنسانية، ويتم إصلاح المستشفيات، وتبدأ الطواقم في إزالة الأنقاض.

وكانت العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق سلام هي الانتقال إلى مرحلة جديدة، حيث تفرج حماس عن الجنود الذكور الذين ما زالوا رهائن، ويوافق الجانبان على "إنهاء دائم للأعمال العدائية" مع "الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة". وكان كل جانب يخشى أن يستغل الجانب الآخر فترة التوقف الأولية لإعادة التسلح والعودة إلى القتال. وكانت إسرائيل تريد التأكد من تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في منع حماس من حكم غزة مرة أخرى.

حماس تتنازل عن حكم غزة 

ولكن الاختراق جاء مؤخرا، عندما تراجعت حماس عن مطلبها بالحصول على ضمانات مكتوبة بشأن إنهاء دائم للقتال. وبدلا من ذلك، قبلت اللغة المطمئنة لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي صدر الشهر الماضي، والذي أكد على الاتفاق الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة. وفيما يلي الفقرة الرئيسية: "إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع للمرحلة الأولى، فإن وقف إطلاق النار سيستمر طالما استمرت المفاوضات"، كما يقول قرار الأمم المتحدة . وسوف يعمل الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون "على ضمان استمرار المفاوضات حتى يتم التوصل إلى جميع الاتفاقات وبدء المرحلة الثانية".

وأشارت الصحيفة إلى بدأ كل من إسرائيل وحماس موافقتها على خطة "الحكم المؤقت" التي تبدأ بالمرحلة الثانية، والتي لن تحكم فيها حماس أو إسرائيل غزة. وسوف يتم توفير الأمن من قبل قوة تدربها الولايات المتحدة ويدعمها حلفاء عرب معتدلون، من مجموعة أساسية تضم نحو 2500 من أنصار السلطة الفلسطينية في غزة والذين تم فحصهم بالفعل من قبل إسرائيل. وقال مسؤول أميركي إن حماس أبلغت الوسطاء بأنها "مستعدة للتنازل عن السلطة لترتيب الحكم المؤقت".

ومع توسع الأمن في غزة بعد الحرب، فإن خطة السلام تتضمن مرحلة ثالثة، مع ما يصفه قرار الأمم المتحدة بأنه "خطة إعادة إعمار متعددة السنوات".

قطر تلوح بطرد حماس 

ومع اقتراب الوسطاء الأميركيين من إتمام هذه الصفقة، حصلوا على مساعدة حاسمة من شركائهم الدبلوماسيين، قطر ومصر. وللضغط على حماس، أخبرت قطر ممثلي الحركة أنها لا تستطيع البقاء في الدوحة إذا رفضت الاتفاق. 

كما كشفت الصحيفة الأمريكية إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فسوف يفتح الطريق أمام تغييرين رئيسيين آخرين في المشهد الشرق الأوسطي - يتعلقان بلبنان والمملكة العربية السعودية - مما قد يقلل من خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا.

حيث أعلنت لبنان أنها بعد التوصل إلى هدنة في غزة سوف تؤيد حزمة من التدابير تتضمن انسحاب قوات حزب الله شمالاً من الحدود إلى قرب نهر الليطاني. كما تتضمن الاتفاقية قبول إسرائيل للتغييرات الحدودية التي طالب بها حزب الله منذ فترة طويلة وغير ذلك من التدابير لبناء الثقة من أجل إنهاء تبادل إطلاق الصواريخ المميت بين الجانبين.

ومن بين المزايا المحتملة الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة أن المملكة العربية السعودية أشارت إلى استعدادها "للمضي قدما في تطبيع" العلاقات مع إسرائيل. 

ووفقا لمسؤول أمريكي تريد الرياض مسارا نحو دولة فلسطينية كجزء من مثل هذه الصفقة، لكن هذا الجسر بعيد للغاية بالنسبة لإسرائيل وسوف يستغرق إتمام التطبيع بعض الوقت والبراعة الدبلوماسية.

تابع موقع تحيا مصر علي