عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

العلم يصنع المعجزات

لو قارنا الـ 100 سنة الأخيرة من عمر البشرية لوجدناها تتفوق العمر الآخر بأكمله منذ بداية البشرية؛ فالإنسان أبدع وابتكر، وتوصل فى كل شيء إلى ما يشبه بالمعجزات فى الطب والعلم والفضاء والصناعة والزراعة وثورة الاتصالات والتكنولوجيا والبرمجيات والنت والأقمار الصناعية وعلاج الأمراض واكتشاف أسرار الكون، واكتشاف كل جديد، وأرسل المراكب إلى المريخ، واختصر المسافة التى تصل إلى 50 مليون كيلو متر إلى اسبوعين فقط بعد أن كانت 6 أشهر، واكتشف خوارزمات الكمبيوتر والذكاء الاصطناعى وجيمس ويب وكل يوم هناك جديد فى أي مجال من مجالات الحياة.

هل فكرنا فى زمن الإنسان البدائي كيف كان يوفر طعامه قبل اكتشاف النار والطهي؟ كان يعيش على اصطياد الحيوانات وأكلها وقارن بين وضع الإنسان الآن. 

والآن يفكرون ويشغلهم انشاء مدينة على المريخ، وفى عالم الطب يستعدون للعلاج بالخلية الجزعية فى أكبر نقلة نوعية فى عالم الطب وعلاج الأمراض المستعصية؛ بل المعجزة الكبرى فى عالم الطب على وشك النجاح وهى زرع رأس لإنسان وفى كل يوم هناك جديد، وأناس عاكفون فى معاملهم لاكتشاف ما ينفع الإنسانية. 

وكلنا يعرف أن ما يشغل البعض فى مجتمعاتنا ما زالت الهلاوس الدينية وفرض الوصاية على الآخرين والتفتيش فى النوايا والضمائر وإقامة محاكم التفتيش وتكفير الآخر. والوقت لايتسع لمغامرات وتجارب بعيدة عن احترام العلم والعقل والأسباب.

وإما أن نأخذ بتجارب الدول الناجحة والتى نجت من ثقافة القرون الوسطى وعصر ابقراط، وفلتت بجلدها من عصور الظلام والجهل الذى خيم على أركانها الأربعة إلى عصر النور والنهضة، وإما سننقرض ولن يجاملنا الله على عدم احترامنا لسنن وأسباب ونواميس الدنيا؛ فعصر المعجزات انتهى، والسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة.

ومع أننا نرى بأعيننا المعجزات تترا عن طريق العلم فى كل مجالات الحياة؛ ففى مجال الزراعة مثلا استطاعت الأبحاث وعن طريق الهندسة الوراثية بالتوسع الرأسي وزيادة معدلات إنتاج الفدان من الحبوب والخضار والفاكهة؛ ففى الأرز مثلا 4 طن، وفى القمح إلى مايقرب من 22 أردب فى الفدان، بعد أن كان الفدان فى الماضى لا ينتج إلا بضع أردبات؛ كل ذلك خدم الإنسانية وساهم فى وفرة الغذاء للإنسان على كوكب الأرض.

وفى مجال الطب حدث ولا حرج؛ ففى كل قسم هناك معجزات، وانظروا إلى عمليات فصل التوائم الملتصقة بالرأس أو الجسد ومعاناة أهاليهم، وبعد نجاح الطب فى تخفيف الألم عن هؤلاء حدثت المعجزات فى علم عمليات التجميل والتشويه الذى يحدث للإنسان؛ فقد استطاع طب التجميل أن يعيد الإنسان بوجهه الطبيعى إلى الأصل فماذا لو حدثتك عن أخذ قطع غيار من الخنزير لصالح الإنسان ولخدمته منافع كثيرة.. خدمات الطب ومنافعه والجديد فى كل فرع يحتاج عدة مقالات ولا ننتهى بسبب العلم.

أما مجال الاتصالات، وثورة الاتصالات؛ فكل إنسان يحمل فى جيبه سنترالا يتصل به بالعالم، وقارنوا أنتم بين عصر التليفون البدائى وعصر الأيفون 2024 فى أقل من 60 سنة تقريبا وصل علم الاتصالات إلى معجزات فى الستلايت والفضائيات والفاكس والانترنت والمحمول... إلخ.

وفى القرن الماضى حينما كانت تحدث جريمة أو حادثة فى بلد ما كانت الناس أو شهود العيان ينقلوها بعدها بشهور أو أيام؛ أما الآن نرى الأحداث سواء كانت حزينة أو سعيده على الهواء مباشرة؛ من صنع ذلك؟ إنه العلم. 

وفى الاقتصاد هناك معجزات؛ فاليابان بعد تدميرها بالقنابل الذرية عام 1945 م فى الحرب العالمية الثانية، انظروا إليها الآن أصبحت كوكب اليابان ومن الدول الصناعية السبع فى العالم بعدما كانت خرابا، والمانيا أيضا كذلك، وانظروا إلى ماليزيا وسنغافورة والنمور الآسيوية وكثير وصولا إلى رواندا التى اشتعلت فيها حربا أهلية عام 1994، وقتل من الجانبين مليون شخص ورموا جثثهم فى النيل، الآن تعافوا من أمراضهم ونجحوا فى توحيد دولتهم وحققوا المعجزة الاقتصادية.

والخلاصة أن العلم يصنع المعجزات مع احترام العقل والأسباب، وهذا هو ثالوث محايد ومرتبط بسنن الله الكونية على الأرض الذى أتاحه لكل البشر بصرف النظر عن الهوية الدينية والعرقية وبصرف النظر عن اللون والجنس لأن هذا هو قانون الدنيا من جد وجد ومن زرع حصد.

تابع موقع تحيا مصر علي