صواعق تضرب مكة المكرمة.. والشيخ محمد أبو بكر: دليلٌ على اقتراب الساعة
ADVERTISEMENT
تحدث الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، الإمام بوزارة الأوقاف، عن العواصف والأمطار التي ضربت منذ أيام مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، معتبرا أن هذا يدل دلالة واضحة على اقتراب الساعة.
بلاد الحرمين تتعرض لسلسلة من الصواعق والمطر الشديد
وقال أبو بكر: إن بلاد الحرمين ولاسيما مكة المكرمة تعرضت منذ أيام لسلسلة من الصواعق والمطر الشديد، وكانت المناظر والمشاهد تحبس الأنفاس ويشيب لها الولدان، والعجيب أن هذه الصواعق لم تسلم منها حتى أشرف البقاع التي هي مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما أن هذه الصواعق أصابت المباني والأشخاص، وهنا يجب أن نقف وقفات.
وأول وقفة مع من يقول: إن هذه الصواعق أمر طبيعي بالنسبة للتغيرات المناخية؛ لكن الحقيقة أنه في الفترة الزمنية الأخيرة أصبح الأمر أكثر من المعتاد وخرج عن الحد المألوف أو الحد الطبيعي أو المتعارف عليه حتى في العلم والتجربة سواء من حيث كثرتها، أو من حيث شدتها، أو من حيث ما فيها من أهوال، وقد تحدثت من قبل عن الأمطار الشديدة التي نزلت على الجزيرة العربية لاسيما مكة والمدينة المنورة، وحولت الجبال إلى أراضي خضراء.
مظاهر مرعبة في بلاد الحرمين
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن الأمر الملفت للنظر والذي يتحدث عنه العالم أجمع، أن الموضوع خرج عن مجرد ظواهر مناخية لمظاهر مرعبة لاسيما في بلاد الحرمين، وهذا ما نحتاج إلى أن نقف أمامه طويلا جدا، وقد يسأل سأل ويقول: ما علاقتنا نحن بهذا الكلام؟ وما الذي يجعل شيخًا أو داعية إسلامي يتحدث في هذه الأمور؟
وأقول بإختصار؛ نحن نهتم ونتحدث في هذه الأمور لأن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ أكثر من 1400 سنة، تنبأ وأخبرنا بكل ما نعيشه الآن لحظة بلحظة، وهذا يؤكد أمرين، أولهما: علامة دامغة على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن من علامات النبوة الإخبار بالغيب الذي لا مجال للطعن فيه إلا أن يقع واقعا وفق ما قاله سيدنا النبي أو يخالف قوله صلى الله عليه وآله وسلم.
والأمر الثاني: أن هذا يدل دلالة واضحة على اقتراب الساعة، وقد أورد الإمام أحمد والإمام الحاكم وصححه الإمام الذهبي من حديث أبي سعيد الخدري رضى الله عنه، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول من صعق قبلكم الغداء؟ فيقولون صعق فلان وفلان».
عدم الوقوف أمام ظاهرة الاحتباس الحراري
وأوضح الإمام بوزارة الأوقاف، أن هناك دراسة نُشرت في العام 2014 م، تقول: إن الصواعق والأمطار زادت بنسبة 12 % لكل درجة مئوية، وخلال هذا العام نحن نتحدث في زيادة عن المعدلات الطبيعية بنسبة 7 أو 8 %، بل هي معرضة للزيادة أكثر وأكثر.
وقال أبو بكر: «وطبعا العلم بيرجع زيادة نسبة الصواعق والأمطار إلى ظاهرة الاحتباس الحراري؛ إلا أننا كمسلمين لن نقف أمام ظاهرة الاحتباس الحراري، وإنما سنقف أمام إخبار سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما نعيشه وما أصبح واقعًا تعيشه بلاد الحرمين لاسيما مكة والمدينة».
المطر من علامات الساعة
وتابع الداعية الإسلامي: نذهب إلى الأمر الثاني وهو موضوع المطر الذي أصبح كثير جدا وبصورة ملفتة للنظر، وهذا ليس مطرًا عاديًا؛ بل هو متغير السمات والكميات، مؤكدًا أن المطر من علامات الساعة، وأنه أربع مراحل أو أربع درجات، والذي تعيشه بلاد الحرمين الآن هي المرحلة الأولى من مراحل المطر.
وقد روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضى الله عنه، أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا لا تُكِنُ منه بيوت المدر، ولا تُكِنُ منه إلا بيوت الشعر»، والمقصود بالحديث هنا أن هذا المطر سيكون شديدًا وقويًا لدرجة أن يؤثر على بيوت المدن المشيدة بالحجارة والمسلح وأحدث التقنيات العالمية، مثلما شاهدنا الذي حدث في أحدث مباني مكة المكرمة لاسيما «برج الساعة» الذي يتحدث الناس عن قوته وشدته وعراقته وأنه مشيد بأحدث الوسائل، وقد رأينا ماذا حدث في هذا البرج من شدة المطر، في حين إن بيوت الشعر أو بيوت الصحراء المبنية من طين تسلم من هذه الأمطار، وهذا ما أخبر به سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكما قلت لكم هذه مجرد مرحلة من مراحل المطر؛ لأن هناك مرحلة ثانية وثالثة ورابعة.
ومن مراحل المطر مرحلة أخبرنا عنها سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حين قال: «لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما، ولا تنبت الأرض شيئا».