الشيخ محمد أبو بكر: هناك صحابة من الجن.. والنبي كان يلتقي بهم ويعقد لهم مجالس علم
ADVERTISEMENT
قال الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي، الإمام بوزارة الأوقاف: إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين، وهذا ما ذكره الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم، ليس هذا فحسب، بل نحن أيضًا نعرف أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو النبي الوحيد الذي بُعث إلى الثقلين (الإنس والجن)، وهذا كلامٌ يعرفه الجميع.
وأضاف الداعية الإسلامي، أن كثير منا يحفظ أسماء صحابة رسول الله مثل: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وكثير غيرهم؛ لكن هل فكر أحد منا أن يسأل نفسه: بما أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بُعث للثقلين، فهل خرج مرة يدعوا الجن إلى الإسلام كما كان يدعوا الإنس؟ وهل كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يعقد مجالس علم للجن مثلما كان يعقد مجالس علم للإنس؟ قائلًا: «وما سبق يجعلني اسأل سؤالًا من الممكن أن يكون صدمة: يا ترى زي ما كان في صحابة من الإنس كان في صحابة لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الجن؟ الحقيقة نعم في كل ما سبق».
هل النبي كان له أصحاب من الجن؟
وأكد أبو بكر، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، كان يخرج ويدعوا الجن إلى الإسلام مثلما كان يدعوا الإنس، وكان عليه الصلاة والسلام يعقد لهم مجالس علم خاصة بالجن، ليس هذا فحسب؛ بل إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان له صحابة من الجن مثلما له صحابة من الإنس، وهذا يجعلنا نتساءل: ما هي أسماء صحابة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الجن؟
وهناك آية من آيات القرآن الكريم حين كان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها كانت الجن كلها تهتز حبًا وطربًا، وهذه الآية كانت سببًا في إيمان بعض من الجن، يقول الله تعالى: «وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا» (الرعد: 31).
النبي يقرأ القرآن على الجن
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، في إحدى المرات كان يقرأ الآية السابقة وحوله 9 من الجن، فسيدهم الأكبر حينما سمع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ قال لهم: «أنصتوا»، حتى أنهم من شدة الإنصات والإعجاب بما يسمعون، كانوا يريدون الاقتراب أكثر لكي يسمعوا بوضوح فكان يركب بعضهم فوق بعض حسبما وردت الروايات.
وأكد أبو بكر، أن هؤلاء الـ 9 من الجن آمنوا جميعًا، وليس هذا فحسب بل إن سيدهم الأكبر الذي كان يُسمى «زوبعة الجني» - رضى الله عنه وأرضاه - وهو أحد أصحاب سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، انطلق إلى قومه داعيًا إلى الله سبحانه وتعالى، ومثلما أن سيدنا مصعب بن عمير - رضى الله عنه - وأرضاه كان أول سفير للإسلام، وأول داعية إلى الله سبحانه وتعالى إلى الإنس، فإن «زوبعة الجني» - رضى الله عنه وأرضاه -، هو أول داعية إلى الجن.
وقد سجل القرآن الكريم الحادثة بأكملها، إذ يقول الله تعالى: «وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ» (الأحقاف: 29)، وكان «زوبعة الجني» أول من صدع في الجن بقوله: «يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ» (الأحقاف: 31).
أسماء صحابة النبي من الجن
وأوضح الشيخ محمد أبو بكر، أن الإمام ابن حجر العسقلاني - رضى الله عنه وأرضاه - يتحدث عن الذين استمعوا إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به، وهو يتحدث عنهم بالأسماء، فيقول: «إن منهم: الأرقم الجني، وزوبعة الجني، وشاصر الجني، ولحقم الجني، وعفرطة الجني، وحسان الجني، وغيرهم...».
وأكد الداعية الإسلامي، أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج ليدعوا الجن إلى الله ويقرأ عليهم القرآن؛ قائلًا: «والدليل على هذا أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أخذ معه سيدنا عبد الله بن مسعود - رضى الله عنه - ذات يوم وذهب إلى إحدى الشعاب، ورسم عليه الصلاة والسلام خطًا لابن مسعود على الأرض وأمره ألا يتجاوز هذا الخط مهما حدث وتحت أي ظرف.. وبعد ذلك سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم دخل الشعب..
يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: «جاء غبار أسود شديد، ولم أستطع بعده أن أسمع صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أن أراه»؛ فشعر ابن مسعود بالخوف على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سمعه عليه الصلاة والسلام يقرع بعصاه ويقول لقومٍ: اجلسوا..
وحين عاد سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قرب صلاة الفجر، قال لسيدنا عبد الله بن مسعود: هل نمت؟ فقال ابن مسعود: «لا يا رسول الله، لم أنم، بل هممت أكثر من مرة أن أستغيث بالناس خوفًا عليك، حتى سمعتك تقرعهم بعصاك وتقول: اجلسوا»، فقال له سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: لو خرجت لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم..
ثم سأله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت شيئًا؟ قال ابن مسعود: «نعم يا رسول الله، رأيت رجالًا سود يرتدون ثيابًا بيض»، فسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أولئك جنٌ ناصبيين (مكان في اليمن)، وسألوني الزاد (أي أرادوا أن يأكلوا ويشربوا) فزودتهم بالعظم والبعر».
الجن يدخلون الجنة
وأوضح أبو بكر، أنه مثلما كان هناك صحابة لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الإنس، فكذلك هناك صحابة من الجن، ومثلما سيدخل المؤمنين من الإنس الجنة، كذلك سيدخل الجن الذين آمنوا الجنة.