عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

وزير الأوقاف: الهجرة النبوية حدث هام في التحول إلى مرحلة بناء الدولة

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن الحياة قائمة على العطاء وعلى الامتحان والابتلاء والاختبار، حيث يقول الله تبارك وتعالى: "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"، ويقول سبحانه: " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ".

حال أصحاب سيدنا رسول الله

وتحدث وزير الأوقاف، خلال كلمته احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد، والذي أقيم في مسجد الإمام الحسين - رضى الله عنه - بالقاهرة، عن حال أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانوا عليه من التحمل والعطاء والفداء؛ قائلًا: لما أُذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة خرج أحد أصحابه، وهو سيدنا صهيب الرومي - رضي الله عنه -، فلما خرج اعترضه أهل مكة، وقالوا يا صهيب لقد أتيتنا صعلوكًا لا مال لك والآن تريد أن تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون، فقال لهم لو أعطيتكم مالي أتخلون سبيلي، قالوا نعم؟ فلما وصل سيدنا صهيب الرومي إلى المدينة قال له سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربح البيع أبا يحيى، قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فقال سيدنا صهيب - رضي الله عنه - والله ما سبقني أحد من مكة إليك وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام.

وعندما تقرأ سيرة سيدنا بلال وسلمان وعمار وصهيب - رضي الله عنهم - تقول لو كنت على عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعلت، فالإسلام سيظل في حاجة إلى أنصار، وإذا كان الله قد قال في كتابه العزيز: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ".

د. محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف

نصرة الله هي نصرة دينه

وأكد وزير الأوقاف، أن نصرة الله هي نصرة دينه، ودين الله في حاجة إلى من يحمله ومن ينصره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالطبيب ينصره بإخلاصه في طبه، والعامل ينصره بإخلاصه في عمله، والمعلم ينصره بإخلاصه في تعليمه، وكل إنسان في مجاله وميدانه ينصر دين الله - عز وجل - بأن يكون صورة مشرفة بعمله، بحضارته، بعمارته للكون، وبأخلاقه، لقد خرج سيدنا صهيب - رضي الله عنه - وترك ماله، وهنا نذكر قول الحق سبحانه وتعالى: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ"، ولم يقل سبحانه والله يعدكم الغنى، لأن الغنى طال أو قصر إن لم تتركك الدنيا فأنت تاركها، الغنى إما أن يتركك أو تتركه، لم يعد الله أحدًا بالفانية، فالشيطان يخوفك من الإنفاق والمستقبل والدنيا، "وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، فهو المعطي لمن أراد أن يعطى وقت ما يشاء.

فالمهاجرون خرجوا من ديارهم وأموالهم فأبدلهم الله فضلًا عظيما في الدنيا وفضلًا عظيمًا في الآخرة، فمم تخاف وعلام تخاف إذا كنت مع الله، فإذا كنت مع الله كان الله معك.

احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد

الهجرة النبوية والأخذ بالأسباب

وأشار وزير الأوقاف، إلى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ بكل الأسباب البشرية الممكنة، فالتخطيط لم يبدأ مع الهجرة وإنما بدأ ببيعة العقبة الأولى وبيعة العقبة الثانية، ومن سبقوا إلى المدينة كأمثال سيدنا مصعب بن عمير - رضي الله عنه - أول سفير في الإسلام، ومن الإعداد للراحلة، وحتى الخروج كان خروجًا استراتيجيًا.

احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد

فلم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم باتجاه المدينة مباشرة، وإنما اتخذ في البداية طريقًا عكس طريق المدينة إلى غار ثور، ثم يمر عامر بن فهيرة بالغنم ليمحو آثار خطاهم، ونوم الإمام علي - رضي الله عنه - في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختيار أمهر الخبراء بطرق الصحراء، ولم يكن رجلًا مسلمًا وهو عبد الله بن أريقط، ومع كل هذه الأسباب والتخطيط النبوي، ما إن مر بعض الوقت حتى كان المشركون على باب الغار، فقد تأخذ بكل الأسباب لكن مشيئة الله إذا لم تكن معك فلن تنفعك الأسباب وحدها، فإنما الذي يجري المسببات على الأسباب أو لا يجريها هو الله.

تابع موقع تحيا مصر علي