عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

د. عاصم حفني: التراث ليس مقدسًا.. ومزاج المسلمين أصبح «متسلف وأوصولي»

د. عاصم حفني، في
د. عاصم حفني، في حواره لـ تحيا مصر

قال الدكتور عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية: إن العوائق التي تقف حائلًا دون وصولنا إلى تجديد حقيقي للخطاب الديني كثيرة، وهي لا تتعلق فقط بالمؤسسة الدينية، بل تتعلق أيضًا بالمُستقبل وهم جماعة المسلمين، فهناك حالة تسلف في المجتمع المسلم، والمزاج العام عند المسلمين أصبح «مزاج متسلف وأوصولي».

تغيير المفاهيم الدينية إلى الأفضل

وتابع ، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، في حواره لـ «تحيا مصر»، والذي يُنشر كاملًا بعد غد الإثنين 14 أغسطس 2023 م، أن تغيير المفاهيم الدينية إلى الأفضل يحتاج إلى وقت لترسيخ هذه المفاهيم والاقتناع بها وممارستها، والأهم اقتناع المُستقبل أن هذا التغيير لن يبعده عن الدين وعن الله سبحانه وتعالى.

مشيرًا إلى أنه عند الحديث عن عوائق تجديد الخطاب الديني من جانب المؤسسة الدينية، المسؤولة عن هذا الشأن؛ فيأتي في مقدمتها أنها لا تطور مناهجها بالشكل الكافي، وحتى في حالة الوثائق التي أصدرتها المشيخة إبان فترة الربيع العربي والتي احتوت على الكثير من الأفكار التجديدية إلى حد كبير فهي لم تصل إلى النشء الذي بدوره سيقوم بتوصيلها لاحقًا إلى الأجيال الأصغر منه، ولو وصلت هذه الأفكار إلى طلاب الأزهر في مرحلة مبكرة (المرحلة الإعدادية مثلا) وهضموها واستوعبوها - حتى لو كان هناك بعض اعتراضات صغيرة من المزاج المتسلف - سيتطور هذا الفكر وينمو بشكل كبير في المرحلة الثانوية، ثم في المرحلة الجامعية تكون مرحلة التفكير والنقد؛ فإذا تولى الواحد من هؤلاء عملية التدريس سينقل هذه المفاهيم الدينية الجديدة وذاك الفهم المتطور للمُستقبل سواء في المسجد أو عبر وسائل الإعلام أو في المعهد الذي سيتولى التدريس فيه.

وهذا التغير هو أفضل طريقة للتغير أو التطور، وهو يرتكز على أن نبني من الصغر وبالتدريج، أما الصدمات فلها ايجابياتها، ولكن قد يكون لها تأثير سلبي كبير - أيضًا -.

التراث ليس مقدسًا

وأكد حفني، أن كلمة «مقدس» في اللغة العربية لا يوصف بها سوى الله سبحانه وتعالى، وكل ما عدا الله حتى النص القرآني اسمه قرآن كريم أو كتاب محفوظ، وكلمة مقدس أتت إلينا من فكر آخر، ومن هذا المنطلق فالتراث ليس مقدسًا، لكنه في ذات الوقت لا يُهمل؛ لأنه لا يمكن أن تبني دون أساس.

كما أن من أنتج لنا هذا التراث هي عقول مسلمة فكرت كيف توفق بين النص الموحى - الذي يكتسب القداسة من حيث أنه موحى من الله - وبين الواقع الذي كانوا يعيشون فيه، وحتى الحضارة الغربية عندما أرادت أن تنهض من ثباتها فيما عُرف بـ عصر النهضة، اقتبست في عصر نهضتها أفكارًا من الحضارة اليونانية القديمة.

معظم التراث أتى في عملية تناحر وتقاتل

موضحًا أن التراث به صورة صادقة عن التوافق أحيانًا، وبه صور كثيرة ومتعددة عن الاختلاف؛ لذلك هذا التراث عندما نغربله نجد أن معظمه أتى في عملية تناحر وتقاتل بين المسلم وأخيه المسلم، ولذلك لا يمكن أن يكون هذا التراث له نفس قيمة قيم أخرى ثابتة في الدين مثل العدل والخير، أو له نفس قيمة الجانب التعبدي مثل الصلاة والصيام؛ فهذه القيم ثابتة، أما هذا التراث - الذي حاول أن يثبت أو يستمر في مرحلة الخلاف والصراع - فهو يفيد فقط في أنه تجربة بشرية لإسقاط النص على الواقع، ويعطينا صورة وأمل أن نثق في أنفسنا في أن تكون لنا تجربتنا البشرية في إسقاط النص على واقعنا هذا.

تابع موقع تحيا مصر علي