دار الإفتاء تبين أركان العقيدة التي يجب على المسلم الإيمان بها
ADVERTISEMENT
ما هي أركان العقيدة التي يجب على المسلم أن يؤمن بها حتى يصح إسلامه ويرتقي إلى مرتبة الإيمان ثم إلى يسير في مراتب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه فإن لم ين يراه فإن االله يراه كما ورد في الحديث الشريف؟
أركان العقيدة
دار الإفتاء المصرية، أوضحت أن هناك حديث ورد عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر لنا فيه أركان العقيدة الدينية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها حتى ينجو في الآخرة ويفوز بجنة الرحمن تبارك وتعالى.
فعن عبادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ» رواه البخاري.
الإلهيات والنبوات والسمعيات
وأوضحت دار الإفتاء، أن أركان العقيدة ثلاثة؛ هي: الإلهيات والنبوات والسمعيات.
واختصَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في الإلهيات الحديث عن صفة واحدة لله تبارك وتعالى، هي الوحدانية، وهي في الحقيقة صفة جامعة متضمنة لسائر الصفات التي تنسب إلى الله تعالى كل كمال وتنزع عنه كل نقص، ولا يستحق العبادة إلا من كان كذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ..»، وتأدية هذه الشهادة بواسطة القلب واللسان يترتب عليه جزاء عظيم، يَرِدُ ذكرُه في نهاية الحديث، وهو دخول الجنة.
ثم تحدث صلى الله عليه وسلم عن ركن النبوات، فذكر الإيمان والإقرار بأنه رسول الله وأن عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وكلمته وروح منه.
والإيمان بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، يتضمن الإيمان بجميع الرسل؛ لأنه مصدِّق لهم وداع في صلب دعوته إلى الإيمان بهم جميعًا، كما يتضمن الإيمان بالوحي المنزل إليهم وبحاملي هذا الوحي وهم الملائكة، والرسل هم الوسائط بين الله تعالى وخلقه يبلغون رسالة الله وأحكامه إلى الناس حتى يتبينوا الحق من الباطل.
أما ركن السمعيات ثالث هذه الأركان العقيدية، فاكتفى منه صلى الله عليه وسلم بذكر أصليه العظيمين وهما الجنة والنار، دار الثواب ودار العقاب.
المؤمن لا يخرج عن الإيمان بارتكاب الكبائر
وأكدت دار الإفتاء، أن من حَصَّلَ هذه الأركان واعترف بها خالصًا من قلبه استحق الجزاء الموعود بقوله صلى الله عليه وسلم: «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ» أي حسب مقدار عمله، فالناس درجات، فمنهم من يكون أول الداخلين ومنهم من يكون آخر الداخلين، كل حسب درجة عمله، أو يكون المقصود أيًّا ما كان عمله، حتى لو كان عمل عملا سيئًا، فإن الله سبحانه وتعالى يعفو عنه، ابتداءً دون عقاب، أو يعاقبه ثم يعفو عنه ويدخله الجنة.
قال الإمام الحسين بن مسعود، رحمه الله: «اتفق أهل السنة على أن المؤمن لا يخرج عن الإيمان بارتكاب شيء من الكبائر إذا لم يعتقد إباحتها، وإذا عمل شيئًا منها، فمات قبل التوبة، لا يخلد في النار، كما جاء به الحديث، بل هو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه بقدر ذنوبه، ثم أدخله الجنة برحمته، كما ورد في حديث عبادة بن الصامت في البيعة».
ويقول ابن حجر: «ومعنى قوله (على ما كان من العمل) أي من صلاح أو فساد، لكن أهل التوحيد لا بد لهم من دخول الجنة، ويحتمل أن يكون معنى قوله على ما كان من العمل أي يدخل أهل الجنةِ الجنةَ على حسب أعمال كل منهم في الدرجات».
وهذا من واسع رحمة الله سبحانه وتعالى، أن يشمل بعفوه العصاة والمذنبين الذين زلَّوا وأخطأوا، وأن يدخلهم الجنة؛ لأنهم كانوا على الاعتقاد الصحيح بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار.