عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أستاذ دراسات إسلامية: حتى الآن لم نقطع شوطا واحدا في طريق  تجديد الخطاب الديني

د. عاصم حفني - أستاذ
د. عاصم حفني - أستاذ الدراسات الإسلامية

قال الدكتور عاصم حفني، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية: إن تجديد الخطاب الديني هو قضية الساعة وكل ساعة منذ منذ ظهور الإسلام وحتى يومنا هذا، ولو قسنا قضية التجديد على ما هو مأمول ومنتظر بعد مرور كل هذه القرون، نجد أننا - حتى الآن - لم نقطع شوطًا واحدًا في طريق التجديد.

الأزهر وتجديد الخطاب الديني

وتابع ، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، في حواره لـ «تحيا مصر»، والذي يُنشر كاملًا بعد غد الإثنين 14 أغسطس 2023 م: عندما نقيس بعض القضايا التجديدية مثلًا في الأزهر - أهم وأكبر مؤسسة دينية في العالم - لو قسنا خلال فترة موجزة من بعد ما عرف بثورات أو أحداث الربيع العربي حتى الآن نجد أن هناك قفزات تجديدية، وإن كانت لم تحقق كل الأهداف المرجوة، إلا أنها قفزة سريعة قياسًا على ما سبقها من فترة جمود طويلة.

مشيرًا إلى أن التجديد في ما قامت به مؤسسة الأزهر مثلًا، يحتاج إلى وقت حتى تستقر تلك الأفكار، يعني ما جاء في وثائق الأزهر الشهيرة المعروفة من أمور تجديدية واضحة مثلا في ما يتعلق بأمور الخلافة، وقضايا الحريات، وقضايا المرأة، لم يصل بعد إلى المعاهد حيث يُدرس بها لكي يتعلمه وينشأ عليه النشء والشباب - شيوخ المستقبل – ويعتادوا أن هذا هو الفهم العصري للإسلام؛ إذ أن عقل الطالب الأزهري ما زال غير مقتنع بهذه القضايا التجديدية، وليس فقط العقل الجمعي المتسلف الموجود خارج المؤسسة الأزهرية، وهذا مثال على ما يواجهه التجديد من عوائق داخل مصر.

الدكتور عاصم حفني في حواره لـ تحيا مصر

تجديد الخطاب الديني في السعودية

وأكد حفني، أنه إذا نظرنا إلى الوطن العربي كمثال أكبر؛ نجد أن دولة مثل السعودية قفزت في مجال تجديد الخطاب الديني قفزات سريعة في فترة وجيزة، أسرع بكثير من قفزات الأزهر، ولو قسنا مستوى الوعي الجمعي والتدين وفهم الدين في مصر قبل عام 2011 م وما بعده، ومستوى الوعي الجمعي والتدين وفهم الدين في السعودية قبل وبعد فترة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، ستكون خطوات التجديد التي قامت بها المملكة العربية السعودية بتوجيه من ولي العهد هي أكبر وأسرع بكثير جدا نحو فهم يتماشى ويتماهى مع ظروف ومقتضيات العصر.

فهذا التغير الذي حدث في السعودية قياسا على ما قبله، هو تغير متطور وينظر إلى الإسلام في القرن الواحد والعشرين كيف سيتعايش مع التحديات التي تزداد يومًا بعد يوم. وإن كان الواقع والصورة العامة في مختلف الدول الإسلامية يؤكد أننا نصل إلى المأمول في طريق تجديد الخطاب الديني.

ولكن هذه المؤشرات سواء في الأزهر على قلتها، أو في السعودية على كثرتها، تُعطي أملًا كبيرًا في أن المستقبل سيفتح أفاقًا أكثر نحو فهم للإسلام يتعايش مع مفهوم الدولة الحديثة، ومع تحديات العصر، ويستمر، تحقيقًا للمقولة المعروفة: «الإسلام صالح لكل زمان ومكان».

تابع موقع تحيا مصر علي