علي جمعة: التوبة من أصول الإسلام وقواعد الدين.. وهي أول منازل السالكين
ADVERTISEMENT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن من الأخلاق التي ينبغي أن يتخلق بها الفارس النبيل هي التوبة إلى الله.
تعريف التوبة.. وبيان معناها
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن التوبة في اللغة هي العود والرجوع، يقال: تاب إذا رجع عن ذنبه وأقلع عنه، وإذا أسند فعلها إلى العبد يراد به رجوعه من الزلة إلى الندم، يقال: تاب إلى الله توبة ومتابًا: أناب ورجع عن المعصية، وإذا أسند فعلها إلى الله تعالى يستعمل مع صلة (على) يراد به رجوع لطفه ونعمته على العبد والمغفرة له، يقال: تاب الله عليه، أي غفر له وأنقذه من المعاصي، والله تعالى يقول: «ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» (التوبة :118).
وتابع عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف: أما تعريف التوبة في الاصطلاح؛ فهي: الندم والإقلاع عن المعصية من حيث هي معصية، لا لأن فيها ضررًا لبدنه وماله، والعزم على عدم العود إليها إذا قدر.
وعرف بعضهم التوبة بأنها: الرجوع عن الطريق المعوج إلى الطريق المستقيم، وعرفها الإمام أبي حامد الغزالي، بأنها: العلم بعظمة الذنوب، والندم، والعزم على الترك في الحال والاستقبال والتلافي للماضي.
التوبة قد تطلق على الندم وحده
وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن هذه التعريفات وإن اختلفت لفظًا فهي متحدة معنى، وقد تطلق التوبة على الندم وحده إذ لا يخلو عن علم أوجبه وأثمره وعن عزم يتبعه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :«الندم توبة» [رواه أحمد، وابن ماجة، وابن حبان، والبيهقي في الكبرى، والحاكم في المستدرك]، والندم توجع القلب وتحزنه لما فعل وتمني كونه لم يفعل.
والتوبة من المعصية واجبة شرعًا على الفور باتفاق العلماء؛ لأنها من أصول الإسلام المهمة وقواعد الدين، وأول منازل السالكين، قال الله تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [النور :31]، ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» [رواه أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك].