د. علي جمعة: العلماء هم الحصن الذي تتحطم عليه الفرق المنحرفة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن القلب إذا عرف حقيقة (إِنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) تغير ما بداخله، حتى لا يكون فيه إلا الله.

الدكتور علي جمعة: الإستهانة بفعل الذنوب قد تحول بين المرء وقلبه

الدكتور علي جمعة: قسوة القلب تُبعد الإنسان عن ذكر الله

وظائف مترتبة على الإيمان بالله

وأوضح مفتي الجمهورية السابق، أن الإيمان بأن الله له ملك السماوات والأرض يترتب عليه وظائف، منها التوكل، ومنها التسليم، ومنها الرضا بقضائه، ومنها الدعاء والضراعة إليه، «فإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله». {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يعني: لا نستعين بسواك، ولا نعبد إلا إياك.

ووتابع عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف: بين إياك نعبد، وإياك نستعين مراحل، ولذلك ألف الهروي «منازل السائرين» بين إياك نبعد وإياك نستعين، كأن إياك نعبد هي تصحيح البدايات، وإياك نستعين هي وصف للنهايات، وقالوا: تصحيح البدايات يؤذن بصحة النهايات. ابدأ صحيحًا تصل إلى الصحيح، ابدأ خطأ ستصل إلى الخطأ.

علي جمعة: التوبة من أصول الإسلام وقواعد الدين.. وهي أول منازل السالكين

علي جمعة: المؤمن لا يعادي الدنيا ولا يجعلها أكبر همه

علماء المسلمين هم الحصن

وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه عبر التاريخ الإسلامي ظهرت فرق كثيرة في المشرق والمغرب انحرفت عن الجادة وأرجفت وأسالت الدماء، وكان علماء المسلمين هم الحصن الذي تحطم عليه هؤلاء لسببين؛ الأول: هو أن كلامهم مبني على المنهج العلمي السليم.

والسبب الثاني من أسباب علماء المسلمين هم الحصن الذي تحطم عليه الفرق التي انحرفت عن الجادة وأرجفت وأسالت الدماء: هو أن كلام أهل الأهواء والبدع مخالف للفطرة السليمة، كما أنه مخالف لسنة الله في خلقه، وعلى مر العصور لم تهدأ هذه الانحرافات ولم تنته ولن تنتهي وهذا ليس من فشل العلماء جميعا كما يظن البعض، ولا أن العلماء فقهاء السلطان، ولا أن الدين لا يقول شيئا في السياسة، ولا أن الدولة تستعمل العلماء في مواقف سياسية كل ذلك تفسير قاصر للقضية برمتها.

بل إن هذا الانحراف جاء من الخروج عن المرجعية، والخروج عن المرجعية سببه المشارب والأهواء والمصالح التي تكون في أيدي قواد الجماعات أو عموم الناس الذين لا يعرفون من أين يأخذون دينهم. وهذه الجماعات عبر التاريخ، إما أن تفصل الناس عن مصادر الشرع (الكتاب والسنة)، وإما أن تفصلهم عن علمائهم.