عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب: معركة المثلية الجنسية وغسل أدمغة الأطفال!

ألفة السلامي
ألفة السلامي

المعركة على أشدّها في الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، حول الاعتراف بالمثلية وإدخالها في الثقافة اليومية للمجتمع، وفي المقدمة أن تكون جزءً من المناهج التربوية للأطفال منذ سنّ مبكّرة أي مراحل الحضانة ورياض الأطفال. ولأنّ القضية دخلت ضمن المعارك السياسية للأحزاب فقد أصبحت تستخدم للمزايدة. المجتمع الأمريكي غالبيته يعيش في ملهاة الكفاح اليومي من أجل توفير حاجيات الحياة. لكنَّ الفئات المتدينة واليقظة، والتي تتبنى منظومة أخلاقية وفي جوهرها وحدة الأسرة، تتصدى للدفاع بشدة عن مبادئها وترفض كل ما يهدد الأسرة من طرف مجموعات المثليين الذين ازداد صوتهم العالي وحملاتهم المنظمة لفرض أنفسهم. تلك الحملات أصبحت تحظى بتمويلٍ سخيٍّ من مجموعات ضغط ومنظمات "لا دينية" ولوبيهات سياسية ومراكز "ثنك تنك" التي تخطط لخفض عدد سكان العالم كإحدى الاستراتيجيات ذات الأولوية في التنفيذ الآن. شاهدت بنفسي بدايات المعركة منذ عقود وتحديدا عام 1995 في مؤتمر بيجين للمرأة بالصين عندما خرجت مسيرات تحمل أعلاما ولافتات تطالب بحقوق المثليين، وكادت تتحول إلى أزمة تهدد بإلغاء بقية فعاليات المؤتمر.

عدد من العلماء منخرطون أيضًا في هذه الدعوات وهم يعملون على طريقتهم داخل المختبرات لنشر الفيروسات والأوبئة والعقم للحد من المواليد والتخلص من أعداد هائلة من البشر. مزاعمهم كثيرة، منها أن الغذاء والمياه فيهما ندرة ولن يكفيا الزيادة السكانية المطردة، وأن التلوث البيئي يحتاج تخفيفًا من الأنشطة السكانية. 

غسل الأدمغة لقبول المثلية بدأ مبكرًا في مناهج بعض دور تربية الأطفال والمدارس الأمريكية، ويتجه حاليا للزيادة بشكل مقلق في المجتمعات الغربية. هناك تسلل مخيف للثقافة الجنسية المثلية في الكتب والأفلام المخصصة أولا للصغار، منها وضع صور إباحية لأشخاص كبار وهم عراة يمارسون الفاحشة مع نفس النوع، مع التوضيح كتابة على الصور أنهم "مثليّون" أو "متحولون" أو "عابرون" أو"مزدوجو الهوية"، مع وصف تفصيلي حول الأعضاء التناسلية -أمتنعُ عن ذكره احترامًا لهذا المنبر. كل هذا العبث في كتب الأطفال الذين يقلُّ عمرهم عن خمس سنوات! هل هذا أمر عاديٌّ الآن ومن يقرّرُ ما هو عادي وما هو شاذّ في المجتمع؟! وإذا ما اعترض أولياء الأمور على هذا المحتوى الذي يضرُّ بمبادئهم يتمُّ التنكيل بهم وتهديدهم بسحب أطفالهم منهم! 

ويشتكي آباء وأمهات من أنهم خلال اجتماعات مجالس المدارس يرفض أعضاء في هذه المجالس الإنصات إلى تحفظاتهم وغضبهم مما آلت إليه المناهج الدراسية بعد تسلل هذا المحتوى الشاذّ إلى الكتب والمقررات.

الجهود التخريبية لا تقف عن التعليم بل تسللت إلى مجال ألعاب الأطفال، وحدّث بلا حرج، حيث أصبح شعار المثليين (ألوان قوس قزح) هو السائد الآن في الكثير من الألعاب الجاذبة للأطفال. ونفس هذا الشعار نجده على ملابس كثيرة ابتداء من الرضع وحتى المراهقين. وها هي "ديزني" تعلن تحويل 50% من شخصياتها لميول مثلية. وقد أصبحت المخاطر كبيرة على مجتمعاتنا أيضا من هذه القناة وبعض المنصات والتطبيقات الأخرى التي تعرض أفلام الكرتون والأفلام والمسلسلات مع تضمين مشاهد شاذة بسلاسة كالسم في العسل. 
أما صناعة الموضة فالأمر أصبح مقززًا وهو ليس جديدًا بل دخل هذه الصناعة مثليّو الجنس منذ عقود، كانوا يتخفّون في البداية لتلافي استفزاز عائلاتهم. ولعل الجرأة التي تظهرها هذه الفئات الشاذة مؤخرًا تستمدُّ قوتها من زعماء سياسيين ورؤساء دول وحكومات. والدليل على ذلك ما صرَّحَ به الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا عندما قال: "لا يوجد شيء اسمه طفل فلان..". وتزيد على ذلك إحدى عضوات الكونجرس قائلة: " يجبُ أن تكون كل الكتب متوفرة في مكتبات المدارس و"سنقوم بتحويل كل نظامنا التعليمي". وتؤيدها أخرى قائلة بكل تحدي: "سنحوّله لنظام لم يسبق له مثيل" مطالبة بإظهار الاحترام للصوت "الخافت" في المجتمع وإعلائه والاحتفال به! 

ويا له من احتفال بالمساواة والتنوع بينما يُداس على هذه القيم بكل وقاحة. وقد شاهدنا مظاهر أخرى للاحتفال عند إقدام السفارة الاميركية مؤخرا في عدد من الدول على رفع علم المثليين دون محاسبة على تلك الجريمة التي تتحدى ثقافة وقيم تلك الدول.

وإزاء هذا الإيقاع السريع لاستهداف أطفال في عمر الزهور ومحاولة التأثير عليهم بأفكار شاذة، لاسيما وهم في مرحلة مبكرة من نموهم وتكوين شخصيتهم وتشكل إدراكهم فإن المسئولية تقع على عاتق الأسرة قبل المدرسة وبعدها، ومن الضروري توعية الأسر بأهمية مراقبة أي محتوى قبل أن يشاهده الطفل وانتقاء ما هو نافع ورفض ما هو دخيل على الثقافة والدين ومدمر للمجتمع وعاداته وتقاليده وقيمه.

كما أن الدعوة الآن ملحة لشركات صناعة الدراما والكرتون بمصر والدول العربية والأفريقية للمبادرة بإنتاج محتوى بديل جذاب يستوعب عقلية الطفل ويغذي روحه بما يراعي قيم وتقاليد وأخلاقيات المجتمع، وذلك قبل ان يحاصر تلك المجتمعات هذا المحتوى المسموم.

تابع موقع تحيا مصر علي