مفتي الجمهورية السابق يوضح لماذا اشتملت الصلاة على والركوع والسجود
ADVERTISEMENT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن هناك سؤال يخطر على بال كثير من الناس، وهو لماذا اشتملت الصلاة على القراءة والركوع والسجود والتسبيح والدعاء، لماذا اشتملت على هذا التصنيف؟ ولماذا لم تقتصر على نوع واحد؟
لماذا اشتملت الصلاة على القراءة والركوع والسجود؟
وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، أن الإجابة على هذا السؤال يوردها بلطف وعمق ابن عطاء الله السكندري، إذ يقول: «تنوعت أجناس الأعمال؛ لتنوع واردات الأحوال».
فالإنسان سيجد قلبه في شيء، ويختلف هذا الشيء من شخص إلى آخر، فمنا من يحب القراءة في الصلاة، ومنا من يحب الركوع، ومنا من يحب السجود ويشعر بالخشوع في السجود.
تنوع الأعمال لتنوع واردات الأحوال
وأشار عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إلى أن تنوع مثل هذه الأعمال إنما هو لتنوع واردات الأحوال، حالة الخشوع هذه تختلف من شخص إلى آخر، فتنوعت هذه الأعمال، فمرة يأتيني الخشوع قائمًا، ومرة يأتيني راكعًا، ومرة يأتيني ساجدًا، ومرة يأتيني بالتدبر والتأمل كذلك في أي وقت كان؛ ولذلك هذا التنوع يؤدي إلى أن يستفيد كل الخلق، والإسلام نسق مفتوح عبر الزمان وعبر المكان يخاطب كل الأمم، ويخاطب كل البشر، فلابد أن تتنوع الأعمال.
كذلك تتنوع الأعمال من صلاة إلى صدقة إلى صيام إلى حج، وفي كل نوع من هذه الأنواع تأتي الواردات؛ وواردات الأحوال فتناسب إما في ذات العمل، وإما في مرحلة من مراحل هذا العمل.
كن حيثما وجدت قلبك
وأكد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن كثير من الناس يحج مرة واحدة، ولا يجد قلبه إلا في الصلاة والزكاة والصدقة، ولكن كثير أيضًا من الناس لا يستطيع أن يغيب عن بيت الله الحرام، ويرى نفسه أنه لو غاب عنه لغابت عنه هذه الأحوال والواردات.
ولذلك يطالبنا بعض الناس أن نقول لجميع الناس: ألَّا تذهبوا مرة ثانية إلى الحج أو العمرة، وأنفقوا ما تنفقونه في هذه الأماكن للناس، هذا لا يتم إلا على سبيل النصيحة، وليس على سبيل الإلزام، هذا لا يتم إلا ونحن نقول له: انظر في قلبك؛ فإن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وأن الصدقة لها نفع متعدي؛ ولذلك فانظر إلى هذا النفع المتعدي الذي سوف تنفع به الناس.
أما لماذا علق الله قلبه بالعمرة وتكرارها، أو بالحج وتكراره؟ فهذا أمر تختلف فيه واردات الأحوال بين الناس، وكن حيثما وجدت قلبك.