عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

دار الإفتاء: الذبح عند قبور الأولياء «جائز شرعًا»

ضريح سيدي عبد الرحيم
ضريح سيدي عبد الرحيم القنائي

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا، يقول السائل فيه: ما حكم الذبح عند قبور الأولياء والصالحين؟ وهل صحيح ما يردده البعض من أن الذبح عند قبور الصالحين نوعٌ من أنواع الشرك لأنه بمنزلة النذر لغير الله؟

حكم الذبح عند قبور الأولياء الصالحين

وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن الذبح عند قبور الأولياء والصالحين بقصد التقرب إلى الله عز وجل والتصدق باللحم عن الولي الصالح «جائز شرعًا» ولا حرج فيه، بل هو من أعمال البر المأمور بها.

قال العلامة البجيرمي في (حاشيته على الإقناع): «مَنْ ذَبَحَ لِلْكَعْبَةِ تَعْظِيمًا لَهَا لِكَوْنِهَا بَيْتَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، أَوْ لِلنَّبِيِّ لِكَوْنِهِ رَسُولَ اللهِ، أَوْ لِلْفَرَحِ بِقُدُومِ إمَامٍ أَوْ وَزِيرٍ أَوْ ضَيْفٍ، أَوْ شُكْرًا للهِ عَلَى ذَلِكَ، أَوْ لِإِرْضَاءِ سَاخِطٍ، أَوْ عِنْدَ مَقَامِ وَلِيٍّ، فَلَا يَكْفُرُ، وَلَا يَحْرُمُ وَلَا يُكْرَهُ، بَلْ يُسَنُّ ذَلِكَ بِالْإِهْدَاءِ لِلْكَعْبَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَدْ وَرَدَ الْأَمْرُ بِهِ أَيْ بِالذَّبْحِ؛ كَنَحْوِ زَيْتٍ لِإِسْرَاجِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى».

وقال العلامة البكري أبو بكر بن محمد شطا الدمياطي في (إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين): «إِنْ كَانَ قَصَدَ بِذَلِكَ التَّقَرُّبَ إِلَى اللهِ تَعَالَى ثُمَّ التَّصَدُّقَ بِلَحْمِهِ عَنْ ذَلِكَ الصَّالِحِ مَثَلًا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ، كَمَا يَقَعُ مِنَ الزَّائِرِينَ فَإِنَّهُمْ يَقْصِدُونَ الذَّبْحَ للهِ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِهِ كَرَامَةً وَمَحَبَّةً لِذَلِكَ الْمَزُورِ دُونَ تَعْظِيمِهِ وَعِبَادَتِهِ».

حكم زيارة قبور الأولياء والصالحين

وأكدت دار الإفتاء، أن زيارة الأنبياء والأولياء والصالحين والتوسل بهم أمران مشروعان، أما الزيارة فهي من زيارة القبور وهي مشروعة باتفاق الأئمة؛ فهي مستحبة للرجال باتفاق كافة العلماء، وكذلك مستحبة للنساء عند الأحناف، وجائزة عند الجمهور، ولكن مع الكراهة؛ وذلك لرقة قلوبهنَّ وعدم قدرتهنَّ على الصبر.

ودليل الاستحباب قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ» رواه أحمد، ويستثنى من كراهة زيارة القبور للنساء عند الجمهور زيارة قبر سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإنه يُندب لهنَّ زيارته، وكذا قبور الأنبياء غيره عليهم الصلاة والسلام؛ لعموم الأدلة في طلب زيارته صلى الله عليه وآلـه وسلم.

حكم شد الرحال لزيارة القبور

وأشارت دار الإفتاء، إلى أنه إذا كانت زيارة القبور مشروعة فإن شد الرحال من أجلها مستحبٌّ أيضًا، وشد الرحال كناية عن السفر والانتقال، والسفر في نفسه ليس عبادة ولا عملًا مقصودًا لذاته في أداء العبادات.

ويلزم القائل بأن شد الرحال لزيارة القبور وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يجوز أن يكون حكم استحباب زيارة القبور وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصًّا بأهل البلد الذي فيه القبر؛ فيكون أهل المدينة وحدهم هم الذين يجوز لهم الخروج من بيوتهم يقصدون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأن أي إنسان آخر يحتاج إلى السفر ليفعل نفس الفعل يكون آثمًا، وهذا بعيد جدًّا، بل هو غَلَط ووَهَم.

تابع موقع تحيا مصر علي