حكم صلاة غير المحجبة.. الإفتاء: شعر المرأة «عورة» وستره واجب
ADVERTISEMENT
حكم صلاة غير المحجبة؛ من الأسئلة التي يبحث عن الإجابة عليها أشخاص كثيرين، وفي هذا السياق ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول السائل فيه: ما حكم صلاة المرأة كاشفة شعرها؟ فإن زوجتي صَلَّت كاشفة شعرها أثناء وجودي في البيت؛ فهل صلاتها صحيحة؟ وهل هناك فرق لو صَلَّت بهذا الحال منفردة في مكان لا يراها أحد؟
حكم صلاة غير المحجبة
وحول حكم صلاة غير المحجبة؛ قالت دار الإفتاء: إنه يجب على المرأة تغطية شَعْر رأسها أثناء الصلاة، حتى ولو كانت في مكانٍ لا يراها فيه أحد من الناس، وينبغي عليها إن كَشفت شعرها في الصلاة أن تعيد صلاتها إن كان وقت الفريضة باقيًا، وإن خرج وقتها فلا تجب عليها الإعادة؛ تقليدًا لمذهب المالكية.
حكم ستر العورة في الصلاة
وتابعت دار الإفتاء حديثها حول حكم صلاة غير المحجبة، قائلةً: إن الفقهاء متفقون على أن ستر العورة من شروط صحة الصلاة عند القدرة عليه، والدليل على ذلك قوله تعالى: «يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأعراف: 31).
قال العلامة الزجاج في (معاني القرآن وإعرابه): «وقوله: ﴿يا بني آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾؛ هذا أمرٌ بالاسْتِتَارِ في الصلوات».
ولا تختلف شَرطيَّة سَتْر العورة - للرجال أو للنساء - سواء أكانت الصلاة بحضرةٍ الناس أم في خلوةٍ؛ لأنَّ النصوص وردت بالستر مطلقًا، ولأنَّ الله تعالى أحق أن يستحيا منه، وهو ما تواردت عليه عبارات الفقهاء من الحنفية في الصحيح، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، وذلك عند تعدادهم لشروط الصلاة.
حكم كشف المرأة شعرها في الصلاة
ممَّا هو من العورة ويجب سَتْره في الصلاة وكذا في خارجها عن الأجنبي باتفاق الفقهاء: شَعْر المرأة الذي فوق رأسها، وكذا شَعْر المرأة النازل عن الأذن على ما ذهب إليه المالكية، والشافعية، والحنابلة، والحنفية في الصحيح، وهذا ما يستفاد من عبارات الفقهاء في حديثهم عن عورة الحرة في الصلاة وغيرها.
وأكدت دار الإفتاء، في معرض حديثها عن حكم صلاة غير المحجبة، أنه يجب على المرأة تغطية شعرها في الصلاة حتى ولو كانت في خلوة، لإطلاق النصوص بالستر مطلقًا، ولأنَّ الله تعالى أحق أن يُستحيا منه، ومع اتفاقهم على - وجوب ستر شعر المرأة في الصلاة - إلَّا أنه إذا صلت المرأة كاشفة شعرها مع القدرة على تغطيته، فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أَنَّ عليها إعادة الصلاة؛ لكون صلاتها غير صحيحة.
رأي المالكية في صلاة المرأة كاشفة الشعر
بينما ذهب فقهاء المالكية إلى أنَّ المرأة إذا صلت وهي كاشفة الشعر فإنَّ عليها إعادة الصلاة ما دام وقتها لم يخرج، فإن خرج وقت الصلاة، فلا إعادة عليها؛ لكون شعر المرأة مِن العورة المخففة.
واختمتت دار الإفتاء: «الخلاصة، ومن خلال ما سبق: فإن الفقهاء متفقون على أن ستر العورة من شروط صحة الصلاة عند القدرة عليها، لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، ولا بين خلوةٍ وغيرها، ومن ذلك شَعْر المرأة الذي فوق رأسها، أو النازل عن أذنها، ومع اتفاقهم على ذلك إلَّا أنهم اختلفوا في إعادة الصلاة إذا صلتِ المرأةُ كاشفةً شعرها مع القدرة على تغطيته: فذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أَنَّ عليها إعادة الصلاة؛ لكون صلاتها غير صحيحة، ولم يتقيَّدوا بوقت الصلاة؛ بينما نصَّ المالكية على أنَّ عليها إعادة الصلاة ما دام وقتها لم يخرج، فإن خرج وقت الصلاة فلا إعادة عليها حينئذٍ».
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فيجب على زوجتك تغطية شَعْر رأسها أثناء الصلاة ولو كانت في مكانٍ لا يراها فيه أحد من الناس، وينبغي عليها إن كَشفت شعرها في الصلاة أن تعيد صلاتها إن كان وقت الفريضة باقيًا، وإن خرج وقتها فلا تجب عليها الإعادة؛ تقليدًا لمذهب المالكية.