ملتقى الظهر بالجامع الأزهر يوضح فوائد صيام رمضان في الانتصار على النفس
ADVERTISEMENT
عقد الجامع الأزهر اليوم الخميس، سادس فعاليات ملتقى الظهر (رياض الصالحين)، بالظلة العثمانية، تحت عنوان: «من فوائد رمضان الانتصار على النفس»، بحضور الدكتور هاني شمس الدين، مدير العلاقات العامة بمجمع البحوث الاسلامية، وأدار الملتقى، الشيخ صابر السعيد الباحث بالأمانة العامة للجامع الازهر الشريف.
الجهاد لا يقتصر على التضحيةِ بالنفس
وقال الدكتور هاني شمس الدين، إنه من المعلوم في شريعتنا الإسلامية أن مجال الجهاد لا يقتصر على التضحيةِ بالنفس في سبيل الله فقط، بل هو يتعدى إلى أكثر من ذلك، فيصل إلى مجاهدة النفس، مضيفا أن مراتب الجهاد أربعة تجتمع في رمضان لكثير من الصائمين، حيث يحملون نفوسهم على تعلم الصيام وأحكامه والتباعد عن الشهوات جهادا وصبرا، ونشر الخير بآدابه وأخلاقه، واحتساب ما يواجه من أذى وكلمات في سبيل إيصال هذا النور للناس.
الإنسان في صراع دائم مع نفسه
وأوضح مدير العلاقات العامة بمجمع البحوث الاسلامية أن النفس البشرية تحب الخلود إلى الراحة والاسترخاء، والإنسان أيضاً في صراعٍ دائمٍ مع نفسه، مرة تنتصر عليه، ومرة ينتصر عليها، ويبقى هذا الصراع إلى أن يأتي أجله، مقدما أهم الأسس التي تساعد الإنسان المسلم في الانتصار على نفسه والتي منها: أن يكون القلب حياً، صافياً، وجلاً، وأن يكون عقل الإنسان المسلم واعياً مستبصراً، يقرأ في شتى العلوم التي بها يتقرب من الله، ويدرك عظمته التي لا تصفها الكلمات، فالعبد المسلم يستطيع أن يروض نفسه، وألا يخلد إلى هواه، فهو قادر على أن يتغلب على الشيطان، وعلى ملذات الدنيا، إذا استعان بالله وحده، وأخلص نيته إليه، فينصره الله على كل من عاداه.
واختتم بأن الصوم يمنع الشهوات، والقيام يمنع الضياع، والتلاوة تمنع اللغو والنوم، والصدقات تمنع البخل واللؤم. وعليه تتحق السعادة، فإن ذلك مفتاح الحياة الطيبة، وسبيل ومنال الفوز الأخروي، ففي الصوم صبر وتحمل، وجهاد وتعلق، وسراع وتأمل، ومن لم يُطِق ذلك لم يحقق الصوم الحقيقي، ولا أصاب ثمراته ومحاسنه، ولما كان الشبع سببا لانتشار الشيطان وتسلطه على بني آدم فشُرع الصيام دواءً لذلك فكان في جوع الإنسان تضييقا على الشيطان، وحدا لمسالكه، ولذلك قيود رمضان والصيام تربي وتهذّب وتصقل، وتعدّ الإنسان لمعارك شديدة في هذه الحياة، من أجلِّها معارك هوى النفس.
العاقل من يقف مع نفسه وقفة صدق وعتاب
من جانبه شدد الشيخ صابر السعيد، الباحث بالأمانة العامة للجامع الازهر الشريف، على أنَّ العاقل الرشيد هو من يقف مع نفسه وقفة صدق وعتاب يحاسبها على تقصيرها، ويعمل على إصلاحها وينهاها عن غيها كما قال لنا ربنا في كتابه (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دسها)، فقد أفلح وسعد من زكى نفسه وانتصر عليها قبل أن يقف للحساب وللعرض بين يدي الله، فينبغي علينا أن نتصالح مع الله وأن نبادر بالأوبة والندم والرجوع إلي الله عزوجل، مبينا أن الذنوب سبب لكل البلايا ولعدم قبول الدعاء.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (260 مقرأة- 52 ملتقى بعد الظهر- 26 ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية 20 ركعة يوميا بالقراءات العشر- 30 درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم 6 احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- 4000 وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين.