عبد الشافي الشيخ وهاني تمام يحاضران في ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
ADVERTISEMENT
تواصل وزارة الأوقاف المصرية، دورها المحوري في نشر الفكر التنويري والتثقيفي المواجه للأفكار المتشددة والظلامية الهدامة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وذلك من خلال عقد ندوات جديدة من «ملتقى الفكر الإسلامي» بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين - رضي الله عنه -.
فريضة الزكاة في ملتقي الفكر الإسلامي
وجاء «ملتقى الفكر الإسلامي» بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين - رضي الله عنه - لهذا اليوم، تحت عنوان: «فريضة الزكاة»، حيث حاضر فيه الدكتور عبد الشافي أحمد علي، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر (فرع القاهرة)، والدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، والقارئ الشيخ محمد عبد البصير، قارئًا، والمبتهل الشيخ إبراهيم السيد راشد، مبتهلًا.
وحضر الملتقي الدكتور هشام عبد العزيز علي، رئيس القطاع الديني، والشيخ السيد عبد المجيد، رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، والدكتور خالد صلاح مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، وقدم للملتقى الإعلامي الدكتور محمد عامر المذيع بقناة النيل الثقافية.
الملتقيات الفكرية تحارب الفكر المتطرف
وتقدم الدكتور عبد الشافي الشيخ، بأسمى آيات الشكر والتقدير لوزارة الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة، واصفًا إياه بأنه يسابق الزمن في خدمة الدعوة من خلال الملتقيات الفكرية الذي تحارب الفكر المتطرف وتجمع الناس على مائدة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
مشيرًا إلى أن الزكاة من أوسع أبواب النفع المتعدي قال سبحانه: «وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ»، وأن الإيتاء أقوى من الإعطاء في إثبات مفعوله، وأن من رحمة الله وكرمه على خلقه أن جعل أبواب التقرب إليه كثيرة ومتعددة، وقد حث عليها كلها وجعل بين ذلك تفاوتا في الفضائل والأجور حتى يرفع الهِمم، ومن هذه الأبواب باب الصدقة التي جعلها متفرعة إلى عدة أشكال، فالإنسان يختار منها ما يناسبه ويقدر عليه، ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلُّ سُلامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، كلُّ يومٍ تطلُعُ فيه الشمسُ يعدلُ بينَ الاثنينِ صدقةٌ، ويعينُ الرجلَ على دابتِه فيحملُ عليها، أو يرفعُ عليها متاعَه صدقةٌ، والكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وكلُّ خطوةٍ يخطوها إلى الصلاةِ صدقةٌ، ويميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ»، كما بين أن الصدقة ترفع صاحبها إلى أعلى المراتب وينال بها أعلى الدرجات حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ».
الزكاة ركنٌ يحقق التحلية والتخلية
ومن جانبه أوضح الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن من أركان الإسلام التي تحقق التحلية والتخلية الزكاة، فهي تطهر نفس المزكي من الشح والبخل كما أنها تطهر نفس الفقراء من الحقد والحسد، وتزيد الألفة بين المسلمين وتزيد من البركة في المال، يقول المولى عز وجل: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
وأوضح أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن أداء الزكاة والتصدق في وجوه الخير سبب من أسباب إعلاء روح الرحمة والتكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، فهي حق للفقير والمسكين، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم لسيدنا معاذ بن جبل - رضي الله عنه - حين أرسله إلى اليمن : «إنك تأتي قوما أهل كتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم».
وتابع، أن الزكاة طهرة للمزكي، يقول الحق سبحانه وتعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا»، وهي نماء للمال، يقول جل وعلا: «وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ»، وهي مداواة للمريض حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ الدُّعَاءَ»، وهى وقاية للمال من الزوال، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ عبادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ»، كما بين أنها من أحب الأعمال قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا»؛ مشيرًا إلى مكانة صدقة الفطر وأنها طهرة للصائم من اللغو والرفث, وسبب لإدخال السرور على الغير.