لماذا سمى الجامع الأزهر بهذا الاسم؟.. الشيعة أطلقوا عليه جامع القاهرة.. وسكان مصر غيروا التسمية بسبب «القصور الزاهرة»
ADVERTISEMENT
لماذا سمى الجامع الأزهر بهذا الاسم؟ الكثير من المؤرخين يؤكدون أن حكام الدولة الفاطمية (الشيعة الإسماعيلية) الذين أسسوا الجامع الأزهر اختاروا له هذا الاسم نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء - عليها السلام - التي كانوا يزعمون أن نسبهم ينتهي إليها.
لماذا سمى الجامع الأزهر بهذا الاسم؟
وبالتدقيق التاريخي وبمراجعة ما ذكره مؤرخو الدولة الفاطمية، مثل: المسبحي، وابن الطوير، وابن المأمون، وما كتبه المقريزي في الخطط عن بواعث إنشاء القاهرة (ج 2 ص 181)، وما خطه المؤرخ «بن تغري بردي» في كتابه (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) عن إتمام بناء القاهرة قبل بناء الجامع الأزهر (ج 4 ص 32)، يتبين عدم صحة قول إن الأزهر سمى بهذا الاسم نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
وحول هذا؛ يؤكد المؤرخ المصري البارز الدكتور محمد عبد الله عنان، في كتابه «تاريخ الجامع الأزهر في العصر الفاطمي»، أن الجامع الأزهر منذ إنشائه سمى بـ «جامع القاهرة» باسم العاصمة الجديدة، وأما تسميته بالجامع الأزهر فالظاهر أنها لم تحدث إلا في تاريخ متأخر.
الأزهر كان يُعرف بجامع القاهرة طوال العصر الفاطمي
وأوضح عنان، أن هناك ما يدل على أن التسمية الأولى (جامع القاهرة) هى التسمية التي كانت تغلب على اسم الجامع طوال العصر الفاطمي، ذلك أن معظم مؤرخي هذا العصر وفي مقدمتهم المسبحي، وابن الطوير، وابن المأمون، يذكرونه دائمًا باسم «جامع القاهرة»، وحتى في العصور المتأخرة حتى القرن الثامن الهجري نرى اسم جامع القاهرة يطلق عليه في كثير من المواطن إلى جانب اسمه الآخر أي الجامع الأزهر.
ويرى المؤرخ المصري، أن تسمية «الجامع الأزهر» أطلقت عليه بعد إنشاء القصور الفاطمية في عصر الخليفة الفاطمي العزيز بالله (ثاني خلفاء الدولة الفاطمية في مصر)، فقد كان يطلق عليها اسم القصور الزاهرة، ومنها أطلق على جامع القاهرة وهو مسجد الدولة الرسمي اسم الجامع الأزهر.
الأزهر والقصور الزاهرة
وقد أطلق سكان القاهرة على الجامع الأزهر، هذا الاسم بعد احتراق القصور الزاهرة وتدميرها تمامًا؛ فأرادوا بهذا الاسم أن يتذكروا جمال وروعة الفن المعماري الذي شُيدت به تلك القصور، ومع مرور السنوات غلبت تسمية الجامع الأزهر على المسمى الأصلي للجامع ونسى الناس تمامًا اسم جامع القاهرة.
وأوضح عنان، أن الجامع الأزهر استمر يُعرف باسم «جامع القاهرة» منذ إنشائه وإلى عصر متأخر؛ وحتى في عصر المقريزي صاحب الخطط أعني في أوائل القرن التاسع نراه يُعرف بالاسمين؛ ثم تقلص الاسم القديم (جامع القاهرة) شيئًا فشيئا وغلب عليه اسم الجامع الأزهر أو جامع الأزهر حتى عصرنا.
وتمر اليوم الذكرى 1083 لافتتاح الجامع الأزهر الشريف، والذي افتتح رسميًا وأقيمت أول صلاة به في 7 رمضان من العام الهجري 361 الموافق 21 يونيه من العام الميلادي 972، واعتمد المجلس الأعلى للأزهر هذا اليوم من كل عام للاحتفال بما أطلق عليه (يوم الأزهر).
ونظمت مشيخة الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، احتفالية كبرى بمناسبة مرور 1083 عامًا هجريًا على افتتاح الجامع الأزهر، حضرها الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على الأروقة الأزهرية، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، وجمع غفير من علماء وقيادات وطلاب الأزهر.