خبير علاقات دولية لـ«تحيا مصر»: الشرق الأوسط يعيش مرحلة العصر الإسرائيلي.. وسوريا دخلت نفق مظلم بعد سقوط الأسد
ADVERTISEMENT
- الشرق الأوسط دخل مرحلة العصر الإسرائيلي
- سوريا دخلت في نفق مظلم
- سقوط الأسد كان باتفاق دولي وبعض الدول العربية
- الضحية الكبرى اليوم في المنطقة سوريا وشعبها
سوريا بدون الأسد
قال راضوان قاسم مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في ألمانيا في تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر" أن سقوط نظام بشار الأسد سيكون له تداعيات كبيرة على سوريا واصفاً هذا التطور الدراماتيكي الذي تشهده سوريا أنه بمثابة دخول البلاد إلى نفق مظلم سيدفع ثمنه الشعب السوري.
اليوم أشرقت شمس جديدة على سوريا بدون الأسد، وسقط نظام عائلة الأسد الذي استمر حكم البلاد لنحو خمسة عقود، لتدخل البلاد مرحلة جديدة وسط تخوفات دولية من هذا السقوط الذي سيكون له تداعيات سلبية على الدولة السورية التى أصابها داء المليشيات ويتناحر داخلها العديد من الفصائل المسلحة تحركها قوى خارجية وفق مصالحها، مايزيد من تعقيد المشهد السياسي في سوريا، فما من دولة أصابها داء المليشيات إلا تتحول مع مرور الوقت إلى جثة هامدة، وتصبح أرض خصبة للإرهاب وتشكيل الجماعات المتطرفة وما أكثر البلدان التى تحيط بنا وتحولت من دولة ذات سيادة ومؤسسات واحدة إلى دويلات وتفتت مؤسساتها الوطنية.
خبير في العلاقات الدولية لـ تحيا مصر:منطقة الشرق الأوسط دخلت العصر الإسرائيلي والمشروع الإيراني سقط
تعقيباً على تطورات الأحداث في سوريا قال راضوان قاسم مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في ألمانيا في تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر":" فيما يخص سقوط نظام بشار الأسد في سوريا بالتأكيد سيكون له تداعيات خطيرة جداً على سوريا والمنطقة بشكل عام اولاً يجب أن نعرف أن منطقة الشرق الأوسط دخلت العصر الإسرائيلي.. ويجب أن نعترف به أمام مشروع أمريكي اسرائيلي نجح في الشرق الأوسط وسقط المشروع المقابل الإيراني ومحور المقاومة سقط وهزم في هذه المعركة لأن سوريا كانت نقطة محورية في المقاومة ومدعوم من إيران وروسيا من باقية الدول التابعة لمحور المقاومة التى تقاوم إسرائيل".
وأضاف:" هذا السقوط لنظام بشار الأسد هذا قطع محور من نصفه وسوريا دخلت في نفق مظلم بالتأكيد سيكون له تداعيات كبيرة على الداخل السوري رغم فرحة المعارضة السورية وهي في مرحلة النشوة، لكن تداعيات هذا السقوط سيكون له آثار سلبية على الداخل السوري.. ويحب أن نعرف سقوط النظام جاء باتفاق دولى بين روسيا وإيران وتركيا مع بعض الدول العربية مثل (قطر والسعودية) وجاء بسلاسة بحيث يسلم الدولة إلى معارضة وخروج الرئيس من البلاد بطريقة سلمية لأننا وجدنا لم تحدث مواجهة على أي جبهات وهذا يعني كانت تسليم سلمي للمعارضة دون حدوث مواجهة عسكرية ..نتيجة اتفاق الذي حصل مع هذه الدول الراعية لعملية الآستانة ودخول بعض الدول العربية لهذا الاتفاق".
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية أن:" التجربة علمتنا أن الأنظمة التى سقطت خلال (ثورة الربيع العربي) كان سبب مشاكل كثيرة لدول العربية التى تحدث فيها ورأينا الآن ما يحدث في السودان وتونس وكذلك الوضع في ليبيا، لكن الوضع في سوريا سيكون له تداعيات أكبر لأن الفصائل المتملثة في جبهة النصرة وكثير من الأسماء وكلها جماعات مسلحة وكلها تعمل بسياسة خارجية سواء تركيا أو غيرها.. وكل يريد أن يكون صاحب القرار".
وتابع قائلاً:" المثقف السوري الذي يمكن توحيد سوريا غير مسلح لرفض سياسته وأن تكون هناك دولة واحدة بكافة اطيافه اضافة إلى المذاهب والطائفية .. هذا يجعل التقاتل في سوريا أكثر بكثير مقارنة ما حصل في باقية الدول إلى جانب نفوذ الدول الخارجية من تركيا والولايات المتحدة وإيران وروسيا وإسرائيل .. فبعد سقوط الأسد مباشرة رأينا التدخل الاسرائيلي .. دخلنا في العصر الاسرائيلي لأنها ستعتبر الجولان جزء لا يمكن تجرأته عن اسرائيل الكبري الى جانب أطماعها في الداخل السوري والموقف الأمريكي المؤيد لإسرائيل ".
خبير في العلاقات الدولية لـ تحيا مصر: سوريا ستدخل في متاهة جديدة وحرب مستقبلية مع تركيا
وأردف:" دخلنا في قتال داخل سوريا وسيذهب سوريا إلى داخل التقسيم .. إضافة أن الأكراد لهم دور في سقوط النظام ودور كبير في إنجاح ذلك فهل سيقبل نظام جديد يحكمهم دون أن يكون هناك حكم ذاتي ؟! فسيطالبون بالاستقلال عن جزء من سوريا وهي المناطق التي يسكن فيها الأكراد ما يشكل أزمة لتركيا وهنا سندخل في متاهة جديدة في حرب سورية تركية حول النفوذ الكردي في سوريا".
وأكد راضوان قاسم مدير مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية في ألمانيا في تصريحات خاصة لـ "تحيا مصر":" ما حصل في سوريا سيكون كارثي على المنطقة وسوريا تحديداً.. واتصور كما حدث في الدول التى شهدت سقوط أنظمة يترحمون على الرئيس الماضي ! ففي سوريا الوضع اصعب بكثير .. الانعكاسات على المنطقة سيكون له تأثير سلبي النفوذ الأيراني سيتراجع قليلاً.. الدول العربية سيكون لها سياسة مختلفة ورؤية سياسة أو برنامج لدول العربية موحد، تراجع النفوذ الايراني الكبير في المقابل سيكون هناك تقدم في النفوذ الاسرائيلي الأمريكي التركي والروسي وبعض الدول العربية".
خبير في العلاقات الدولية لـ تحيا مصر: اليوم الضحية الكبرى في المنطقة سوريا وشعبها
وشدد أن:" ضعف النفوذ الأيراني يستطيع أن يستبدله بأخري لو فتح ذراعيه إلى الإدارة الأمريكية الجديدة او الملف النووي الإيراني وتعود العلاقات إلى تكون جيدة ومن ثم وجد بديل، لكن في كل حال تبقي إيران دولة قوية في الإقليم لا أحد يستطيع ينكر وجودها كدولة اقليمية مهمة وهذا أسباب من التعاون بين الدول المحيطة أسهل من كان عليه سابقاً .. لهذا سنشهد تقارب إيراني سعودي .. وتقارب إيراني تركي أكثر ما هو وهذا يدل أن الدول تبحث عن مصالحها وعندما تصل إلى هدفها تتخلى عن بعض الأوراق بيدها لتربح أوراق اخري مما كان لديه.. اليوم الضحية الكبري في المنطقة هي سوريا والشعب السوري".