تحليل|«بين الفوضى الخلاقة وإعادة تشكيل القوي بالمنطقة».. ماذا بعد سقوط نظام بشار الأسد؟
ADVERTISEMENT
يتراقب العالم مصير سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، ونهاية حكم عائلة الأسد التي استمرت حكم البلاد لنحو نصف قرن من الزمن منذ عام 1970 في مشهد يمكن تصور أنه مفاجئ بعد الهجوم الذي شنته مليشيات هيئة تحرير الشام الذي نجحت في بسط سيطرتها على أهم المدن في سوريا بدأ من مدينة حلب وصولاً إلى حمص الذي مثل سقوطها القشة التى قصمت ظهر بعير النظام.
سوريا والفوضى الخلاقة
سقوط نظام بشار الأسد، وفراره من البلاد إلى مكان غير معلوم فيما ترجح مصادر بأنه هرب إلى روسيا، ترك خلفه سيناريوهات ماذا بعد ذلك ماهي تباعيات ذلك على المشهد في المنطقة؟ هل سقوطه كان نتيجة طبيعية لتطورات الأحداث في سوريا أم أن نهاية حقبة الأسد هي مؤامرة وتنفيذا لسياسة الفوضي الخلاقة، وإعادة تشكيل دولة بما يتناسب مع مصالح خارجية؟!
أمس علق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على المشهد السوري قبل سقوط النظام بأن ما يحدث في سوريا (مؤامرة) تنفذها قوى كبرى، دون أن يشير أو يكشف عن هوية هذه القوى.
سقوط الأسد ضربة جديدة لإيران
وتعقيباً على تطورات الأحداث في سوريا، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في تقرير لها إن سقوط الأسد هي ضربة جديدة لإيران تتكبدها منذ بداية حرب غزة، فسوريا في عهد الأسد كانت مفتاحاً لنقل الأسلحة والذخائر من إيران إلى حزب الله، والهجمات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل والتي ارتفعت وتيرتها مؤخراً أضعفت الحزب المدعوم من إيران وبات مستقبله مجهولاً وإن كان خلال الفترة القادمة.
هجوم هيئة تحرير الشام ومباركة تركيا
التقرير البريطاني أشار أيضاً إلى أن هجوم هيئة تحرير الشام لم يكن ليحدث لولا مباركة تركيا، فيما نفت أنقرة هذه الاتهامات إلا أن تصريحات الصادرة من الدبلوماسية التركية أوضحت في ذات الوقت أن رجب طيب أردوغان يضغط على الأسد للدخول في مفاوضات لإيجاد حل دبلوماسي للصراع من شأنه أن يسمح بعودة اللاجئين السوريين، ويوجد منهم على الأقل ثلاثة ملايين في تركيا، وهذه قضية حساسة على المستوى المحلي.
وأشار التقرير إلى أن هيئة تحرير الشام لها جذورها في تنظيم القاعدة، ولها ماض عنيف، حيث أمضوا السنوات الأخيرة في محاولة إعادة تسمية أنفسهم كقوة قومية، وتحتوي رسائلهم الأخيرة على نبرة دبلوماسية وتصالحية، لكن كثيرين غير مقتنعين، ويشعرون بالقلق مما قد يخططون لفعله بعد الإطاحة بالنظام.
وفي الوقت نفسه، فإن التغييرات الدراماتيكية قد تؤدي إلى فراغ خطير في السلطة، وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى الفوضى والمزيد من العنف.
أما صحيفة Jerusalem Post العبرية فأشارت إلى أن الجيش الأميركي لديه قوات في التنف، المنطقة الحدودية الثلاثية بين الأردن وسوريا والعراق، وأشارت إلى أن آخر ما يريده الأميركيون هو رؤية جنودهم يقاتلون (الفصائل المسلحة). وحتى قبل سقوط نظام الأسد، اقترح كبار المسؤولين الأميركيين سحب القوات وإعادتها إلى الولايات المتحدة بسبب المخاطر التي يفرضها الوضع الحالي، ولكن مثل هذا الانسحاب من شأنه أن يُنظر إليه باعتباره علامة ضعف، وفي هذه المرحلة، تظل السياسة الأميركية تجاه سوريا والمنطقة غير واضحة.