أردوغان: نظام دمشق أضاع فرصة تاريخية للسلام مع أنقرة
ADVERTISEMENT
عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، عن أمله في أن تحقق سوريا السلام الذي تحلم به منذ 13 عامًا، مؤكدًا أن بلاده طالما مدت يد الحوار إلى نظام دمشق، لكنه لم يدرك قيمة هذه المبادرات.
وقال أردوغان في تصريحاته: "أملنا أن تجد جارتنا سوريا السلام والهدوء اللذين تحلم بهما منذ 13 عامًا"، مشددًا على أن الحرب المستمرة في سوريا أرهقت الشعب السوري، وأضاف: "نتمنى رؤية بلد تعيش فيه مختلف الهويات جنبًا إلى جنب في سلام واستقرار".
دعوات متكررة من أنقرة للحوار مع دمشق
تأتي تصريحات أردوغان في سياق محاولات تركية سابقة لفتح قنوات حوار مع الحكومة السورية.
ففي أكتوبر الماضي، دعا أردوغان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لعب دور الوسيط لتسهيل الحوار بين أنقرة ودمشق.
كما أشار أردوغان في يوليو الماضي إلى رغبته في دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لمناقشة تطبيع العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، وضعت دمشق شروطًا لهذه المحادثات، من أبرزها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا.
موقف تركي واضح تجاه المرحلة الحالية
في اتصال هاتفي جرى ليل الجمعة-السبت بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أكّد فيدان أنه يجب على بشار الأسد أن يتصرف بواقعية وينخرط في حوار مع المعارضة لبدء عملية سياسية حقيقية.
وشدد الوزير التركي على أهمية الدور البناء لجميع الأطراف الفاعلة في المنطقة لدعم عملية تسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة السورية.
واقع جديد في سوريا: أردوغان يدعو إلى التغيير
أشار أردوغان في تصريحاته إلى وجود واقع سياسي ودبلوماسي جديد في سوريا، معتبرًا أن سوريا يجب أن تكون "ملكًا للسوريين بجميع مكوناتهم العرقية والمذهبية والدينية".
هذه التصريحات تؤكد أن تركيا تنظر إلى الأزمة السورية من منظور شامل يهدف إلى تحقيق استقرار داخلي يضمن حقوق جميع الأطياف السورية.
عقبات أمام تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق
رغم الدعوات التركية المستمرة للحوار، لا تزال العلاقة بين أنقرة ودمشق متوترة.
أحد أبرز العقبات يتمثل في التواجد العسكري التركي في شمال سوريا، حيث تسيطر القوات التركية على مناطق واسعة بالتعاون مع فصائل المعارضة السورية.
دمشق ترى أن أي محادثات مستقبلية يجب أن تركز على انسحاب القوات التركية كشرط أساسي للتطبيع، وهو ما يعقد جهود الوساطة ويؤجل أي تقدم ملموس في العلاقات.
الرهانات الإقليمية والدولية على الملف السوري
تحاول تركيا لعب دور محوري في الملف السوري بالتعاون مع روسيا وإيران، وهو ما ظهر في إطار محادثات أستانا واتفاقيات خفض التصعيد.
في المقابل، ترى أطراف دولية، مثل الولايات المتحدة، أن الحل يجب أن يشمل دورًا أكبر للمعارضة السورية وضمان الانتقال السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة.