أسعار النفط ترتفع بعد إعلان أميركي لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي.. هل ستنجح الخطة في تهدئة الأسواق؟

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% يوم الثلاثاء، بعد أن كشفت الولايات المتحدة عن خطط لتعزيز احتياطيها الاستراتيجي من الخام، مما أعطى الأسواق دفعة إيجابية بعد هبوط حاد في الجلسة السابقة. بلغت أسعار خام برنت نحو 72.36 دولار للبرميل بزيادة قدرها 1.32%، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.45% إلى 68.36 دولار للبرميل.

تأتي هذه التحركات بعد أن سجلت العقود الآجلة للنفط يوم الاثنين أدنى مستوياتها منذ أكتوبر، نتيجة لمخاوف بشأن تباطؤ نمو الطلب العالمي. ومع ذلك، فإن إعلان الولايات المتحدة عن خطط لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل للاحتياطي الاستراتيجي ساهم في استعادة بعض الثقة في السوق.

التوترات الجيوسياسية وتذبذب الأسعار: إلى أين تتجه الأسواق؟

تزامنت تحركات الأسعار الأخيرة مع تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، إثر هجمات متبادلة بين إسرائيل وإيران. ورغم أن الغارات الإسرائيلية لم تستهدف البنية التحتية النفطية بشكل مباشر، إلا أن المخاوف من توسع التصعيد في المنطقة لا تزال تلقي بظلالها على السوق.

في هذا السياق، حذرت إيران من أنها ستستخدم "كل الأدوات المتاحة" للرد على الهجوم الإسرائيلي، مما يزيد من حالة عدم اليقين. ومع ذلك، يبدو أن الأسواق تميل حاليًا إلى التركيز على المؤشرات الاقتصادية أكثر من التهديدات الجيوسياسية، حيث يشكل ضعف الطلب العالمي تحديًا أكبر للأسعار.

دور الصين في انخفاض الطلب العالمي على النفط

يُعد تباطؤ الاقتصاد الصيني، أكبر مستورد للنفط في العالم، من أبرز العوامل التي تضغط على الأسعار. تتراجع معدلات الاستهلاك في الصين في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي، ما يعمق المخاوف بشأن التوازن بين العرض والطلب خلال الأشهر المقبلة.
 

استقرار أسعار النفط وسط مخاوف من ضعف الطلب العالمي وتوترات جيوسياسية

هبوط حاد لـ أسعار النفط عالميًا.. 73 دولارًا للبرميل

توقعات بانخفاض أسعار النفط بعد ضربة إسرائيلية محدودة لإيران

هل تكفي الخطط الأميركية لتحقيق الاستقرار في السوق؟

أعلنت وزارة الطاقة الأميركية أن عمليات شراء النفط للاحتياطي الاستراتيجي ستستمر حتى مايو 2024. ومع ذلك، فإن الحكومة الأميركية ستحتاج إلى موافقة الكونغرس على تمويل إضافي إذا رغبت في مواصلة الشراء بعد استنفاد الميزانية المتاحة.

إلى جانب ذلك، ينتظر المستثمرون صدور تقارير المخزون الأميركية هذا الأسبوع من معهد البترول الأميركي وإدارة معلومات الطاقة، والتي ستوفر مؤشرات مهمة حول مستوى الطلب في السوق الأميركية.

ما التوقعات للأسعار في ظل هذه التقلبات؟

في حين أن خطة تعزيز الاحتياطي الأميركي قد تساعد في دعم الأسعار مؤقتًا، فإن التحديات الهيكلية المرتبطة بضعف النمو العالمي قد تستمر في ضغط السوق خلال 2024. ويرى بعض المحللين أن أي تطور في التوترات الجيوسياسية، سواء في الشرق الأوسط أو بين القوى الكبرى، قد يُعيد الأسعار إلى مسار صعودي.