أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء
استقرار أسعار النفط وسط مخاوف من ضعف الطلب العالمي وتوترات جيوسياسية
ADVERTISEMENT
في أجواء من الترقب والحذر، استقرت أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء، حيث استمرت الأسواق في مواجهة تحديات متعددة أثرت على الأسعار بعد انخفاض كبير في الجلسة السابقة.
أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء
وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة عن خطة لتعزيز احتياطيها الاستراتيجي من النفط، إلا أن هذا الإجراء لم يُحدث التأثير المنتظر في الأسواق، خاصة وسط مخاوف مستمرة من تباطؤ الطلب العالمي.
ومع بداية اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بشكل طفيف، لتسجل 71.45 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى 67.45 دولار للبرميل، و هذا التحرك البسيط في أسعار النفط، جاء بعد انخفاض حاد في أسعار الخام بنسبة بلغت نحو 6% يوم الاثنين، وهو أدنى مستوى تصل إليه الأسعار منذ بداية شهر أكتوبر.
مخاوف مستمرة من تباطؤ الطلب العالمي
في خضم هذه التقلبات، أثار التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران تساؤلات حول تأثيره المحتمل على أسواق النفط، خاصة بعد استهداف إسرائيل لمنشآت عسكرية إيرانية بصواريخ في نهاية الأسبوع الماضي، لكن الأسواق لم تشهد قلقًا كبيرًا بشأن تأثير هذا التصعيد على إنتاج النفط، حيث اقتصرت الضربات على أهداف عسكرية بعيداً عن البنية التحتية النفطية الإيرانية.
وعليه، عادت مخاوف المستثمرين إلى وضع التباطؤ الاقتصادي العالمي في بؤرة الاهتمام، والذي من المتوقع أن يؤثر سلبًا على مستويات الطلب على النفط في المستقبل.
على الصعيد الآخر، أعلنت الحكومة الأميركية عن عزمها شراء ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل من النفط لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي، حيث يُتوقع أن يتم تسليم هذه الكمية بحلول مايو من العام المقبل. ومع ذلك، فإن القدرة على شراء كميات إضافية من النفط تبقى رهينة بموافقة الكونغرس على ميزانية إضافية، مما يجعل الأسواق تترقب مزيداً من التحركات الحكومية لدعم أسعار الخام.
مستويات الطلب على النفط في المستقبل
في الوقت ذاته، أثار التوتر السياسي تحذيرات دولية، إذ حذرت الولايات المتحدة إيران من عواقب وخيمة إذا قامت بأي أعمال عدائية تجاه إسرائيل أو القوات الأميركية في المنطقة. وعلى الرغم من هذه التوترات، فإن الأسواق النفطية بدت متأثرة بالتحولات الاقتصادية العالمية أكثر من الصراعات السياسية، حيث تشير التوقعات إلى استمرار الضغوط الهبوطية على أسعار النفط نتيجة لتباطؤ النمو الاقتصادي، وخاصة في الصين التي تعتبر من أكبر مستهلكي النفط في العالم.
تأتي هذه التطورات مع ترقب المستثمرين لتقرير معهد البترول الأميركي عن مخزونات النفط في الولايات المتحدة، حيث أشار استطلاع مبدئي إلى ارتفاع في مخزونات النفط الخام والبنزين، بينما سجلت مخزونات نواتج التقطير انخفاضًا، مما يعكس حالة من عدم الاستقرار في الطلب المحلي.
بذلك، تستمر الأسواق في حالة من الترقب والتأقلم مع التغيرات العالمية. في ظل هذه المؤشرات، يبدو أن أسعار النفط قد تواجه فترة من التقلبات المستمرة، في انتظار تحسن اقتصادي عالمي قد يُعيد للأسواق بعضاً من التوازن.