عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حماس: اتفاق مع إسرائيل ممكن بشرط التزام نتنياهو بالاتفاقات

عناصر في كتائب القسام
عناصر في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس - أرشيفية

صرح حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، بأن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أمر ممكن، بشرط أن يلتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما تم الاتفاق عليه مسبقًا. تأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه مصر إلى التهدئة عبر اقتراح هدنة مؤقتة، تتضمن تبادلًا للأسرى بين الجانبين، وسط انقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الاستجابة لهذه الجهود.

مصر تطرح هدنة مؤقتة وتبادل للأسرى

اقترحت مصر وقفًا لإطلاق النار لمدة يومين في قطاع غزة، يتضمن إطلاق سراح 4 رهائن إسرائيليين مقابل مجموعة من السجناء الفلسطينيين، على أن تلي الهدنة 10 أيام من المفاوضات المكثفة للتوصل إلى اتفاق نهائي يُنهي التصعيد.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن المبادرة تأتي في إطار الجهود المصرية لاحتواء التوتر ووقف نزيف الدم في غزة، مشيرًا إلى أهمية إطلاق عملية تبادل أسرى كخطوة أولى على طريق تهدئة طويلة الأمد.

وأضاف السيسي: "مصر تتحرك بنشاط خلال الأيام الماضية لتحريك الموقف، ونأمل أن تسهم هذه المبادرة في تخفيف الأزمة الإنسانية، وفتح المجال لمفاوضات سياسية أوسع."

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية حول المبادرة المصرية

وفقًا لتقرير بثته القناة 12 الإسرائيلية، فإن المقترح المصري قُدم للنقاش في المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت"، حيث لاقى تأييدًا من غالبية الوزراء. إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عارضوا بشدة هذه الخطوة.
 

برر نتنياهو موقفه بأن إيقاف إطلاق النار قبل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين سيعطي لحماس أفضلية تكتيكية، قائلاً: "المفاوضات لا يجب أن تتم إلا تحت الضغط العسكري." وأثار هذا الموقف خلافات داخل "الكابينيت"، خاصة أن بعض الوزراء يرون في المبادرة فرصة لتهدئة الأوضاع المتدهورة وتجنب حرب طويلة الأمد.

تصريحات حماس: الاتفاق مشروط بالتزام نتنياهو

في ظل هذه الأجواء، قال حسام بدران إن حماس منفتحة على التوصل لاتفاق، لكن ذلك مرهون بالتزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه سابقًا. ولم يؤكد بدران بشكل صريح ما إذا كانت تصريحاته ردًا مباشرًا على المبادرة المصرية، لكنه أوضح أن الحركة لديها مطالب واضحة وأن التوصل إلى اتفاق ليس مستحيلًا إذا أظهرت إسرائيل جدية في التفاوض.

وأشار بدران إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، وأن التزام نتنياهو بما تم التوافق عليه يمثل الشرط الأساسي لتحريك المفاوضات. وأضاف أن إسرائيل تحتاج إلى اتخاذ خطوات عملية لإثبات نواياها، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين.

أزمة متفاقمة وجهود دولية للتهدئة

تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد عسكري خطير في قطاع غزة، حيث تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية، فيما تواصل الفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. وتبذل مصر ودول إقليمية ودولية جهودًا حثيثة لاحتواء الموقف، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع وارتفاع عدد الضحايا.

ويشير مراقبون إلى أن المبادرة المصرية قد تكون الفرصة الأخيرة لمنع تصعيد أوسع، إلا أن إصرار نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية قد يُفشل الجهود الدبلوماسية.

مستقبل المبادرة: تهدئة أم تصعيد؟

تطرح التطورات الحالية سيناريوهين رئيسيين؛ الأول يتمثل في قبول الأطراف بالمبادرة المصرية، ما يتيح تهدئة مؤقتة وتبادل أسرى، قد تقود لاحقًا إلى وقف كامل لإطلاق النار. أما السيناريو الثاني فهو تصاعد الأعمال العسكرية إذا استمرت إسرائيل في رفض التهدئة، ما قد يدفع الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد هجماتها، ويزيد من الضغط على الجبهات المختلفة.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن تصريحات حسام بدران قد تمثل إشارة من حماس على استعدادها لتقديم تنازلات، لكن الأمر مرهون بمدى استعداد إسرائيل للانخراط في مفاوضات جادة.

تابع موقع تحيا مصر علي