هل كانت الصدفة وراء مقتل السنوار؟ لغز جديد يحيط بنهاية زعيم حماس
ADVERTISEMENT
لا يزال مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، محاطًا بالكثير من الأسئلة الغامضة التي لم تجد بعد إجابات شافية. فعلى عكس المتوقع، لم يكن اغتيال السنوار نتاج عملية استخباراتية دقيقة، وإنما تم على يد وحدة عسكرية عثرت عليه بالصدفة خلال عملية تمشيط روتينية في تل السلطان جنوب قطاع غزة.
رغم الحصار والجهود الاستخباراتية المكثفة على مدار عام كامل لتعقب السنوار، جاءت لحظة مقتله بشكل غير مخطط له، مما أثار عدة تساؤلات مهمة:
لماذا كان السنوار موجودًا فوق الأرض وليس في نفق، كما ساد الاعتقاد؟
لماذا لم يكن محاطًا برهائن إسرائيليين، رغم اعتقاد إسرائيل بأنه يستخدمهم كدرع بشري؟
كيف تمكن من التحرك مع عدد قليل من الأصدقاء دون حماية من قوة كبيرة من حماس؟
لماذا اكتشفت القوات الإسرائيلية موقعه صدفة، رغم المجهود الاستخباراتي المستمر لتعقبه؟
العملية المفاجئة: اغتيال غير مخطط للسنوار في تل السلطان
أفادت التقارير الإسرائيلية أن السنوار قُتل بعد أن رصد جنود من وحدة "بتسلاح" ثلاثة مسلحين يحاولون الفرار من مبنى سبق قصفه في حي تل السلطان. أطلق الجنود النار، ما أدى إلى إصابة أحد المسلحين الذي عاد إلى داخل المبنى. بعد ذلك، قامت المدفعية بقصف المبنى مجددًا.
دخل الجنود المبنى لاحقًا للتأكد من مقتل المسلحين، وأرسلت طائرة مسيرة داخل الموقع لتصوير ما يحدث. رصدت الكاميرا رجلًا ملثمًا حاول إبعاد المسيرة بعصا خشبية. لم يتعرف الجنود على الفور على هويته، لكن بعد رفع اللثام عن جثته، تبيّن أن الرجل هو يحيى السنوار. تم إرسال الصور إلى القيادة، وتأكدت الهوية بعد فحص الحمض النووي.
كيف نجا السنوار من الأنفاق ووصل إلى رفح؟
تقول المصادر العسكرية الإسرائيلية إن يحيى السنوار أمضى معظم وقته منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 داخل الأنفاق، متنقلًا بين مخابئ مختلفة. بدأ الحرب في خان يونس، حيث جهز النفق مسبقًا بأكياس طعام وشاشات تلفزيون استعدادًا للإقامة لفترة طويلة.
وفي يناير 2024، تمكنت الفرقة 98 من الاقتراب من النفق الذي كان يختبئ فيه السنوار، لكنه فر جنوبًا نحو رفح. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي سيحقق في كيفية تمكن السنوار من الهروب من خان يونس رغم التطويق العسكري المفروض على المنطقة.
الرهائن الإسرائيليون.. أين اختفوا؟
اعتقدت إسرائيل طوال الفترة الماضية أن السنوار يحتفظ برهائن إسرائيليين إلى جانبه في محاولة لمنع استهدافه. لكن عند مقتله، لم يكن أي رهينة في الموقع، مما يثير تساؤلات حول مكان وجود الرهائن. ويُعتقد أن ستة رهائن كانوا برفقة السنوار حتى أغسطس 2024، عندما تم إخراجهم من غزة، لكن مصير بقية الرهائن لا يزال مجهولًا.
ورغم العمليات المكثفة في مختلف مناطق غزة، لم تتمكن إسرائيل حتى الآن من تحديد مكان احتجاز الرهائن، مما يعكس فجوة استخباراتية كبيرة تواجهها القوات الإسرائيلية.
هل كانت العملية صدفة أم خطأ تكتيكي من السنوار؟
تُظهر التفاصيل أن تحرك السنوار فوق الأرض كان لحظة ضعف استغلها الجيش الإسرائيلي عن غير قصد. ووفقًا للمراسل العسكري دورون كادوش، فإن السنوار كان يحاول الفرار باتجاه منطقة "المواصي" الإنسانية، إلا أن التطويق المستمر لرفح حال دون ذلك. وأضاف كادوش أن السنوار اضطر للبقاء في المنطقة بعد خسارة معظم المسلحين الذين كانوا يؤمنون حركته.
يعتقد البعض أن السنوار ارتكب خطأ تكتيكيًا بالخروج من الأنفاق والتحرك مع عدد قليل من المرافقين. وبحسب المعلومات، فإن محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، تمكن من الفرار نحو خان يونس، لكن السنوار لم يتمكن من اللحاق به، ما أدى إلى مقتله في رفح.
هل يشكل مقتل السنوار نقطة تحول في الحرب؟
لا شك أن اغتيال يحيى السنوار يمثل ضربة قوية لحركة حماس، لكنه يفتح أيضًا الباب أمام تصعيد محتمل. ومع غياب الرهائن الإسرائيليين عن موقع مقتله، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديًا جديدًا في تحديد مكانهم. وبينما تعتبر إسرائيل أن العملية إنجاز عسكري، يبقى السؤال: هل يقود مقتل السنوار إلى نهاية الحرب؟ أم أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا أكبر من قبل حماس؟
مع استمرار العمليات العسكرية والتوترات في غزة، يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على جميع الاحتمالات. وفي ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني، تترقب الأطراف المعنية ما ستؤول إليه الأحداث في الأيام المقبلة.