عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إبادة جماعية في ولاية الجزيرة بالسودان.. تقارير أممية تحذر من جرائم مروعة

 تصاعد الصراع في
تصاعد الصراع في ولاية الجزيرة بالسودان

أعربت الأمم المتحدة عن انزعاجها الشديد إزاء التقارير التي تشير إلى جرائم مروعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة وسط السودان. وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان، إن القوات نفذت هجومًا واسع النطاق خلال الفترة ما بين 20 و25 أكتوبر، شمل قتل جماعي واغتصاب النساء والفتيات، ونهب الأسواق وحرق المزارع. وتشير هذه التقارير إلى أن ما يجري في الجزيرة يتطابق مع الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في دارفور العام الماضي، حيث اتُهمت بممارسة التطهير العرقي.

ولاية الجزيرة تتحول إلى ساحة قتال جديدة بعد انشقاق أحد قادة الدعم السريع

شهدت ولاية الجزيرة تصاعدًا خطيرًا في العنف بعد انشقاق أبو عاقلة كيكل، أحد قادة قوات الدعم السريع، وإعلانه الانضمام إلى الجيش السوداني. أدى هذا الانشقاق إلى اندلاع اشتباكات مكثفة في أنحاء الولاية، حيث تصاعدت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأكدت الأمم المتحدة أن هذه المعارك تفاقم معاناة المدنيين وتزيد من حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة.

نزوح جماعي وفشل في حماية المدنيين

مع تصاعد العنف في ولاية الجزيرة، تواجه القرى موجات نزوح جماعي، وسط تقارير تفيد بأن الجيش السوداني غير قادر على حماية المدنيين من هجمات قوات الدعم السريع. وحذرت لجنة المقاومة في ود مدني من "مجازر واسعة النطاق" في القرى المحيطة، داعية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية.

كما أكد اتحاد الأطباء السودانيين أن الوضع الإنساني بات كارثيًا، مشيرًا إلى أن عمليات الإنقاذ أصبحت شبه مستحيلة. وطالب الاتحاد الأمم المتحدة بفرض ممرات إنسانية آمنة لإجلاء المدنيين من المناطق المتضررة، متهمًا قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية ضد المجتمعات المحلية.
 

نزاع مستمر بين البرهان وحميدتي يعمّق الأزمة السودانية

بدأ الصراع الحالي في السودان في منتصف أبريل 2023، بعد خلاف على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). ورغم أن القائدين نفذا انقلابًا مشتركًا في 2021 لتعطيل الانتقال إلى الحكم المدني، إلا أن خلافاتهما تحولت إلى صراع دموي يسعى كل منهما من خلاله إلى فرض سيطرته على البلاد.

تفاقم هذا الصراع مع فشل جهود الوساطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة والسعودية في التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة المدنيين في جميع أنحاء السودان.

جرائم في ولاية الجزيرة: نسخة مكررة من مآسي دارفور

تشير التقارير الواردة من ولاية الجزيرة إلى أن الانتهاكات الحالية تشبه ما جرى في إقليم دارفور، حيث اتُهمت قوات الدعم السريع بارتكاب تطهير عرقي في مناطق عديدة. وتشمل الجرائم الموثقة القتل الجماعي، والاغتصاب، والنهب، وحرق المنازل والمزارع، مما يزيد المخاوف من تكرار مأساة دارفور في مناطق جديدة من السودان.

دعوات دولية لوقف القتال وضمان الممرات الإنسانية

دعت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية إلى وقف فوري للعنف في ولاية الجزيرة وفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات. كما طالبت الأطراف المتصارعة باحترام القانون الدولي الإنساني، لضمان حماية المدنيين وتجنيبهم المزيد من المعاناة. ومع استمرار فشل الجيش السوداني في تأمين المنطقة، تزداد المطالب بضرورة تدخل المجتمع الدولي لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات.

تفاقم الأزمة الإنسانية: مقتل الآلاف ونزوح الملايين

منذ اندلاع الصراع في السودان، أسفر العنف عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص داخليًا وخارجيًا. ومع تصاعد القتال في ولاية الجزيرة، يُخشى من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل أكبر، خاصة مع انهيار الخدمات الأساسية وعجز المستشفيات عن التعامل مع أعداد الضحايا.

 

تابع موقع تحيا مصر علي