عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

من مأساة إلى أزمة..تشريد 7 ملايين طفل بسبب الحرب المستمرة في السودان

الحرب المستمرة في
الحرب المستمرة في السودان

وفقًا لتقرير جديد صادر عن منظمة الهجرة الدولية، بلغ عدد الأطفال المشردين بسبب الحرب في السودان منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023 أكثر من 7 ملايين طفل. يشكل الأطفال 52% من أصل 14 مليون سوداني نزحوا داخليًا أو اضطروا لعبور الحدود إلى بلدان مجاورة، مما يجعل السودان أكبر بلد في العالم من حيث أزمة نزوح الأطفال.

هذه الأرقام تعكس كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواجه الأطفال أوضاعًا قاسية تنزع منهم حقوقهم الأساسية، بما في ذلك الأمن، التعليم، والصحة، في وقت تتزايد فيه المخاوف من فقدان جيل كامل لمستقبله.

جيل ضائع بسبب الحرب: انتهاكات تطال حياة وحقوق الأطفال

أشارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تقريرها الأخير إلى أن الصراع في السودان يهدد 24 مليون طفل بفقدان حقوقهم الأساسية في الحياة والحماية والصحة والتعليم. وأعربت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة عن قلقها البالغ من استمرار الانتهاكات الجسيمة بحق الأطفال، بما في ذلك التجنيد القسري والزج بهم في ساحات القتال.

وأفادت التقارير بأن آلاف الأطفال قتلوا منذ بدء القتال، بينما يتعرض آخرون لانتهاكات خطيرة مثل الاغتصاب والعنف الجنسي، إلى جانب حرمانهم من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الأساسية.

انتشار التجنيد القسري ومعدلات مرتفعة من سوء التغذية

أكدت اللجنة المعنية بحقوق الطفل أن الأطفال في السودان يواجهون خطرًا أكبر بسبب انتشار التجنيد المسلح في مناطق الصراع. ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود، يعاني مئات الأطفال من أمراض يمكن الوقاية منها لكنهم لا يحصلون على العلاج بسبب غياب الخدمات الصحية الأساسية.
 

أشارت التقارير إلى أن 14 مليون طفل بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، بينما يعاني 3.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد. وأظهر مسح لمنظمة أطباء بلا حدود أن 32% من الأطفال يعانون من سوء التغذية بمعدلات تتجاوز مستويات الطوارئ العالمية.

النزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار: أرقام صادمة

أجبرت الحرب المستمرة في السودان 10.9 ملايين سوداني على النزوح داخليًا في 183 منطقة داخل جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 ولاية. في حين اضطر 3.1 مليون شخص لعبور الحدود بحثًا عن الأمان في دول مجاورة.

في ظل هذه الأزمة، فإن 19 مليون طفل لا يتمكنون من الذهاب إلى المدارس، مما يهدد بمستقبل مجهول لملايين الأطفال السودانيين. يشير هذا الوضع إلى أزمة تعليمية حادة قد تمتد آثارها لعقود، وتترك جيلاً كاملًا يعاني من نقص في التعليم والتنمية.

هل يمكن إنقاذ جيل كامل من الضياع؟

تتفاقم الأزمة في السودان يومًا بعد يوم، فيما تبدو الحلول غائبة حتى الآن. يواجه الأطفال هناك كارثة إنسانية مركبة تشمل التشريد، سوء التغذية، والتجنيد المسلح، مما يهدد حاضرهم ومستقبلهم. تطالب المنظمات الدولية بضرورة التحرك الفوري لوقف الانتهاكات، وتأمين الدعم الإنساني العاجل لملايين الأطفال المتضررين.

 

تابع موقع تحيا مصر علي