عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تأثير الإجهاد على صحتك .. يصيبك بمرض خطير

الإجهاد
الإجهاد

بدأت الأبحاث الحديثة في كشف العلاقة المعقدة بين النوم والإجهاد وصحة الأمعاء في تطور سرطان القولون والمستقيم وتطوره، وتشير النتائج الناشئة إلى أن الاضطرابات في الإيقاع اليومي والإجهاد المزمن يؤثران بشكل كبير على ميكروبات الأمعاء، مما قد يساهم في تقدم هذه الحالة الخطيرة. وكما تكشف الدراسات في نماذج الفئران، فإن الطريقة التي تتفاعل بها هذه العوامل قد تقدم رؤى جديدة في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم وعلاجه.

وحسب ما رصد موقع تحيا مصر ينظم الإيقاع اليومي، الساعة الداخلية للجسم، العمليات البيولوجية الأساسية، بما في ذلك دورة النوم والاستيقاظ. ومع ذلك، عندما ينقطع هذا الإيقاع - سواء بسبب أنماط النوم غير المنتظمة، أو العمل في نوبات ليلية، أو عوامل أخرى - فقد يكون له آثار ضارة على الصحة العامة. ربطت دراسة نُشرت في مجلة Science Advances في سبتمبر 2024 بين الدورات اليومية المضطربة والتغيرات في ميكروبيوم الأمعاء، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تطور سرطان القولون والمستقيم.

لاحظ الباحثون أن خلل التوازن في البكتيريا المعوية يرتبط بزيادة نفاذية الأمعاء، مما يؤدي إلى الالتهاب. وهذا الالتهاب بدوره يسهل تطور سرطان القولون والمستقيم. وأكد الدكتور شوجي أوجينو، أستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن اضطرابات النوم والتنظيم الهرموني يمكن أن تضعف آليات الجسم الطبيعية لقمع السرطان، مما قد يؤدي إلى خلل عوامل النمو التي تساهم في تطور الورم.

وأشار أوجينو كذلك إلى التأثيرات الكبيرة للعمل في نوبات الليل، والذي تم تصنيفه على أنه مادة مسرطنة محتملة، على العمليات التوازنية في الجسم. فمع اضطراب النوم، تفشل الأنظمة العصبية والغدد الصماء في الجسم في العمل على النحو الأمثل، مما يؤدي إلى ضعف التوازن المعوي - وهو عامل أساسي في الحفاظ على صحة ميكروبيوم الأمعاء.

الإجهاد وتأثيره على صحة الأمعاء وتطور السرطان

الإجهاد المزمن هو عامل حاسم آخر ثبت أنه يؤثر سلبًا على ميكروبات الأمعاء ويعزز تطور سرطان القولون والمستقيم. كشفت دراسة عُرضت في أسبوع أمراض الجهاز الهضمي الأوروبي الموحد لعام 2024 أن الاضطرابات الناجمة عن الإجهاد في ميكروبات الأمعاء يمكن أن تزيد من عبء الورم في نماذج سرطان القولون والمستقيم. ركز البحث، الذي قادته مجموعة البروفيسور جينلين يانج من مستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، على تأثير الإجهاد المزمن على بكتيريا الأمعاء لدى الفئران.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتحريض الإجهاد عن طريق وضع الفئران تحت القيود ثم إجراء عمليات زرع براز لمراقبة كيف يغير الإجهاد ميكروبات الأمعاء. أظهرت الفئران التي تلقت عمليات زرع براز من فئران مجهدة عبء ورم أعلى بكثير من تلك التي تلقت عمليات زرع من فئران غير مجهدة. يشير هذا إلى أن التغيرات الناجمة عن الإجهاد في بكتيريا الأمعاء يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تطور سرطان القولون والمستقيم. 

وأشار الباحث الرئيسي الدكتور تشينج لي إلى أن تناول مكملات Lactobacillus plantarum - وهي سلالة بكتيرية مفيدة - ساعد في تثبيط تطور سرطان القولون والمستقيم لدى الفئران المجهدة. ويؤكد هذا الاكتشاف على إمكانية استهداف بكتيريا الأمعاء كجزء من استراتيجية أوسع لمنع تطور السرطان المرتبط بالتوتر.

تابع موقع تحيا مصر علي