عاجل
الأحد 27 أكتوبر 2024 الموافق 24 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل يتسبب حلفاء كيم في انهيار الانضباط داخل الجيش الروسي؟ تسريبات تكشف المستور

جيش كوريا الشمالية
جيش كوريا الشمالية (أرشيفية- فرانس برس)

لم يثر التقارب العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية قلق الدول الغربية فحسب، بل يبدو أنه أثار امتعاضًا داخل الجيش الروسي نفسه. فقد أعلنت استخبارات الدفاع الأوكرانية عن اعتراض تسجيلات صوتية لجنود روس، يعبرون فيها عن استيائهم من الكتيبة الكورية الشمالية التي أُرسلت لدعم روسيا. ونُشرت هذه التسجيلات يوم الجمعة 25 أكتوبر، ما سلط الضوء على التوترات داخل صفوف الجيش الروسي.

تسريبات جنود روس تسخر من الكوريين الشماليين

في التسجيلات التي اعترضتها الاستخبارات الأوكرانية ليلة 23 أكتوبر من بث روسي مشفر، أعرب الجنود الروس عن ازدرائهم من أداء الجنود الكوريين، المعروفين باسم "كتيبة K". وفي لحظة ساخرة من التسجيل، أشار بعض الجنود الروس إلى زملائهم الكوريين على أنهم "الصينيون اللعينون"، في إشارة إلى نظرتهم الدونية لحلفائهم الجدد.

كما أعرب أحد الجنود الروس عن انزعاجه من أحد الجنود المكلفين بمهمة مقابلة الضباط قائلاً: "إنه واقف مثل اللعنة وعيناه مفتوحتان طوال الوقت"، في تعبير عن الحيرة والضيق من أسلوب الجنود الكوريين.

خلافات حول القيادة وتنظيم الجنود الكوريين الشماليين

كشفت التسجيلات أيضًا عن خطط لتعيين مترجم وثلاثة ضباط روس لكل 30 جنديًا كوريًا شماليًا، وهو ما أثار استياء الجنود الروس الذين علقوا بالقول: "من أين سنأتي بكل هؤلاء الضباط؟"، مشيرين إلى صعوبة توفير عدد كافٍ من الضباط الروس للإشراف على الكوريين الشماليين.

وفي جزء آخر من التسجيل، أبدى أحد الجنود دهشته قائلاً: "سيصل غدًا 77 قائد كتيبة. ما الذي سيفعلونه جميعًا؟"، مما يعكس الفوضى التنظيمية التي تعتري التعاون العسكري بين الطرفين.
 

انتشار كتيبة كورية شمالية في كورسك الروسية

أكدت استخبارات الدفاع الأوكرانية أن مجموعة من الجنود الكوريين الشماليين رُصدوا في منطقة كورسك، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا. وتعتبر هذه المنطقة من النقاط الساخنة عسكريًا، إذ شهدت عمليات مستمرة بين الجيشين الروسي والأوكراني. وأوضحت الاستخبارات أن القوات الكورية الشمالية، التي خضعت لتدريبات عسكرية في أقصى شرق روسيا، بدأت بالانتقال إلى هذه المناطق الغربية، في إطار دعم روسي لمواجهة قوات كييف.

زيلينسكي: بدء استخدام الكوريين الشماليين في القتال قريبًا

في خطاب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة، حذر من أن روسيا ستبدأ بنشر الجنود الكوريين الشماليين في المعارك على الجبهة خلال 27 و28 أكتوبر. ودعا زيلينسكي المجتمع الدولي إلى فرض ضغوط أكبر على روسيا وكوريا الشمالية، مشددًا على خطورة التعاون بين البلدين.

موسكو لا تنفي التعاون مع بيونغ يانغ

في حين نفت روسيا وكوريا الشمالية سابقًا نقل الأسلحة أو إرسال قوات قتالية، إلا أن الكرملين لم ينكر رسميًا صحة التقارير الاستخبارية الأخيرة. وفي مؤتمر صحفي عُقد خلال قمة "بريكس" في قازان، قال الرئيس الروسي إن "الكوريين الشماليين جادّون في تنفيذ اتفاقيات التعاون"، واعتبر هذه الأمور "شؤونًا خاصة" بين البلدين.

كوريا الشمالية: الحليف الأكثر خطورة لموسكو

بحسب مدير الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف، تُعد كوريا الشمالية من أخطر حلفاء موسكو، بسبب الشحنات الهائلة من قذائف المدفعية التي تقدمها لروسيا لدعم عملياتها العسكرية. ويأتي هذا التعاون في إطار تعميق العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأظهرت التقارير أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عقد سلسلة من الاجتماعات مع كيم جونغ أون في أجواء وُصفت بـ"الودية والموثوقة". وتشير هذه الاجتماعات إلى تنسيق وثيق بين البلدين لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة كيم إلى روسيا.

تعزيز العلاقات الروسية-الكورية الشمالية على حساب الأمن الدولي

منذ بداية الحرب في أوكرانيا، سعت روسيا إلى تعزيز تحالفاتها العسكرية لتعويض الخسائر في الجبهة. وتُظهر هذه التسريبات الأخيرة أن التعاون مع كوريا الشمالية يأتي بتكاليف باهظة، بما في ذلك تفاقم التوتر داخل الجيش الروسي. وفي ظل استمرار نفي موسكو وبيونغ يانغ لنقل الأسلحة، يبقى التعاون العسكري المتزايد بين البلدين مصدر قلق للمجتمع الدولي.

تابع موقع تحيا مصر علي