بريكس 2024.. فرصة حقيقية أم حلم بعيد المنال؟
ADVERTISEMENT
تستضيف مدينة قازان الروسية اليوم الثلاثاء فعاليات قمة بريكس الممتدة حتى 24 أكتوبر 2024، بمشاركة 32 دولة، منها 24 دولة ممثلة على مستوى القادة. تعد هذه القمة تاريخية، إذ تشارك فيها مصر لأول مرة كعضو كامل منذ انضمامها رسميًا مطلع العام الجاري، إلى جانب دول جديدة أخرى مثل الإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا. يأتي هذا التوسع في وقت حساس تسعى فيه المجموعة إلى مواجهة الهيمنة الغربية على النظام المالي العالمي وإيجاد بدائل جديدة.
أهداف القمة: تعزيز التعددية وتقليل الاعتماد على الدولار
تركز قمة بريكس هذا العام على إعادة ترتيب النظام الاقتصادي العالمي عبر تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية، وهو هدف استراتيجي بات أكثر إلحاحًا مع توسّع المجموعة. يناقش التكتل استخدام العملات المحلية وتطوير أنظمة دفع رقمية تربط بين الدول الأعضاء لتعزيز التجارة والاستثمار، بما يتماشى مع محاولات هذه الدول التخفيف من تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية على دول مثل روسيا وإيران
يشير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن التكتل يسعى إلى تعزيز النظام متعدد الأقطاب، معتبرًا أن بريكس هو "محرك النمو الاقتصادي المستقبلي". ويسعى الأعضاء إلى إنشاء بدائل لنظام "سويفت" المالي، الذي تسيطر عليه المصارف الأمريكية والأوروبية، مما يمنحهم استقلالية مالية عن الدولار.
مصر ودول الخليج: فرص اقتصادية جديدة مع بريكس
تعد مشاركة مصر في هذه القمة فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع الاقتصادات الصاعدة في التكتل. تهدف مصر إلى تخفيف الضغط على احتياطاتها من العملات الصعبة من خلال تعزيز التجارة بالعملات المحلية مع الدول الأعضاء. من ناحية أخرى، تعمل السعودية والإمارات على تطوير علاقات اقتصادية جديدة مع دول بريكس، مع تركيز خاص على الاستثمار في مشاريع الطاقة والزراعة والبنية التحتية.
التحديات: اقتصاد عالمي مضطرب وتوترات جيوسياسية
تأتي هذه القمة في ظل تحديات سياسية واقتصادية هائلة، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يلقي بظلاله على النقاشات. كما تواجه الدول الأعضاء أزمات التضخم وأعباء الديون التي تعرقل خطط التنمية. يعمل الأعضاء على إيجاد حلول لخفض تكاليف التمويل وتحفيز الاستثمارات، مع تركيز على تعظيم الاستفادة من بنك التنمية الجديد، الذي تم إنشاؤه لدعم المشاريع التنموية في الدول الأعضاء
الطموح بإصدار عملة مشتركة: حلم أم واقع؟
من بين القضايا المثيرة التي يجري مناقشتها، إمكانية إصدار عملة موحدة لدول بريكس. ورغم دعم بعض الأعضاء، مثل البرازيل، للفكرة، إلا أن التفاوت في الأنظمة الاقتصادية والسياسية بين الدول الأعضاء يمثل تحديًا كبيرًا. ويؤكد الخبراء أن تحقيق مثل هذا المشروع يتطلب تنسيقًا طويل الأمد، وهو ما يشبه المسار الذي سلكه الاتحاد الأوروبي مع اليورو، لكن مع تعقيدات أكبر
هل تتجه بريكس نحو تشكيل نظام عالمي جديد؟
بينما تستمر النقاشات خلال القمة، يرى المحللون أن توسع بريكس يعكس محاولات جادة لإعادة التوازن في الاقتصاد العالمي. ورغم التحديات الكبيرة، فإن الأعضاء الجدد مثل مصر والإمارات يرون في التكتل فرصة لتعزيز دورهم في النظام العالمي. يبقى السؤال: هل يستطيع بريكس فعلاً تقديم بديل ناجح للنظام الاقتصادي الحالي؟