بوتين يشكر بن زايد..هل تساهم مشاركة الإمارات في بريكس في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي؟
ADVERTISEMENT
استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد، رئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان في مقر إقامته بضواحي موسكو، حيث أعرب عن شكره لدور الإمارات البارز في الوساطة لتبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وصرح بوتين خلال اللقاء الذي نقلته وسائل الإعلام الروسية: "أتقدم بالشكر لكم على مساهمتكم في حل المشكلات الإنسانية، بما في ذلك صفقة تبادل الأسرى". وأكد أن الإمارات لعبت دورًا محوريًا في إتمام صفقة التبادل الأخيرة بين موسكو وكييف.
صفقة تبادل الأسرى: الإمارات وسيط محوري في النزاع الروسي الأوكراني
أشاد بوتين خلال لقائه بمحمد بن زايد بمساهمة الإمارات في تسهيل تبادل 95 أسير حرب بين موسكو وكييف، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار حل المشكلات الإنسانية المرتبطة بالنزاع المستمر في أوكرانيا. وشدد بوتين على أهمية هذه الوساطات الإنسانية التي تعزز من دور الإمارات كقوة فاعلة في المنطقة.
لم تكن هذه الصفقة الأولى من نوعها، إذ لعبت الإمارات إلى جانب السعودية وتركيا دورًا مهمًا في وساطات مماثلة خلال فترات متقطعة من الحرب التي اندلعت في فبراير 2022. ويُظهر هذا المسار حرص أبوظبي على الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، في ظل بيئة جيوسياسية مضطربة.
تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا والإمارات
تزامن هذا اللقاء مع إعلان بوتين أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا قد شهد زيادة كبيرة خلال الأعوام الأخيرة، ليصل إلى 10 مليارات دولار في 2023. وأكد الرئيس الروسي أن العلاقات بين البلدين أصبحت جزءًا من شراكة استراتيجية متنامية، تشمل مجالات متنوعة مثل الطاقة، الطاقة النووية السلمية، والاستثمارات.
وأشار بوتين إلى أن الإمارات أصبحت أكبر شريك تجاري لروسيا في الخليج، مستحوذة على 55% من إجمالي تجارة روسيا مع المنطقة، ما يعكس مدى متانة العلاقات التجارية. كما تستمر الإمارات في استيراد الوقود النووي من روسيا، مما يعزز التعاون في المجالات البحثية والعلمية عبر مؤسسات مثل "معهد موسكو لهندسة الطاقة" و"جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا".
مشاركة الإمارات في قمة بريكس: خطوة نحو تعزيز التأثير الدولي
جاءت زيارة محمد بن زايد إلى روسيا في إطار قمة بريكس التي تُعقد في كازان خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر. تُعد هذه المشاركة الأولى للإمارات في القمة كعضو رسمي بعد انضمامها إلى المجموعة في أغسطس 2023.
تضم بريكس خمس دول مؤسِّسة: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، ويُقدر عدد سكانها بنحو 3.5 مليار نسمة، مما يمثل 45% من سكان العالم. وتسعى القمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية تحولات عميقة نتيجة التوترات الجيوسياسية، خاصة مع استمرار العقوبات الغربية على روسيا.
التحديات أمام التعاون الإماراتي الروسي وسط ضغوط دولية
رغم التعاون المتنامي بين موسكو وأبوظبي، تواجه الإمارات ضغوطًا متزايدة من الولايات المتحدة، التي تتهم بعض المصارف الإماراتية بمساعدة روسيا في الالتفاف على العقوبات الغربية. وتتعهد واشنطن بفرض مزيد من القيود إذا استمرت هذه الأنشطة. ومع ذلك، تؤكد الإمارات حرصها على مواصلة التعاون مع جميع الأطراف، بما يتماشى مع مصالحها الوطنية والاستراتيجية.
دور استراتيجي للإمارات في بناء شراكات متعددة الأبعاد
يعكس لقاء بوتين مع محمد بن زايد التوجه نحو تعميق العلاقات الثنائية بين الإمارات وروسيا، في وقت يشهد فيه العالم تغييرات متسارعة. ومع توسع دور الإمارات في الوساطات الدولية، إلى جانب تعزيز مكانتها الاقتصادية من خلال المشاركة في مجموعة بريكس، تتجه الدولة الخليجية إلى ترسيخ تأثيرها في الساحة الدولية.